الأحد، 1 مارس 2015

إدانة لسيف بن ذي يزن :

*إن العلاقات بين اليمن و إيران لم تشهد عبر التاريخ صفاء ، و لا تقارب إيجابياً بما يفضي إلى علاقات مضمونها التعاون ، والأخوة . و ما غلب على هذه العلاقات هو الصراع بين من يريد التحرر من الاستعمار (اليمن) من ناحية ، و من يريد فرض سيطرته على الجزيرة العربية (إيران ، أو دولة فارس) من ناحية أخرى. فمنذ أن استعان سيف بن ذي يزن بالفرس لمقاومة الأحباش ، و طردهم من اليمن ، أصبحت عين إيران على اليمن كموطن تدرك إن سيطرت عليه أصبح بيدها مفتاح استقرار المنطقة ، و التأثير على الأمن ، و السلام العالميين . *في هذه اللحظة ، وأنا أعيش ، و اليمنيون حدث التدخل الإيراني بصورة فجةٍ ابتعدت عن المعايير الدولية في إقامة العلاقات إيجابياً لصالح طرفي العلاقة على القاعدة من الندية ، و احترام سيادة الآخر ما يعزز الروابط التي من شأنها تفعيل هذه العلاقات بما ينعكس أثرها على البلدين اقتصادياً ، اجتماعياً ، وسياسياً . و لكن ما يحدث هو العكس تماماً لذلك أوجه إدانتي الشديدة لمن يستدعي الخارج لتأثير على ما يعتمل من علاقات بين أبناء الوطن سواء كان في الجانب السياسي ، أو في الجانب الاجتماعي ، و هذه الإدانة تشمل سيف بن ذي يزن ، و من اختط نهجه وصولاً إلى الحوثي . فنرى أن استدعاء إيران أو بلاد فارس من قبل من لا يحترمون انتماءهم لهذا الوطن ، يعد عملاً فاضحاً ، و يُنبأ عن سوء هذا السلوك ، وخطره ، و مآلته على التفاعلات اليمنية اليمنية من جهة ، و على تفاعلات اليمن بمؤسساته ، ومكوناته الرسمية ، و غير الرسمية ، و شرائحه الاجتماعية مع دول المنطقة ، و العالم من جهة أخرى . *لهذا فإنما تعيشه العلاقات الايرانية اليمنية من سياسة فرض الامر الواقع لا يخدم عملية الاستقرار ، و السلام بين اليمنيين . إذ نلاحظ أن السياسية الإيرانية تتسق مع طموحاتها في اليمن و عبر ما يظهره الحوثي من إرادة بعد اسقاط صنعاء واستلاب الدولة ان يتقبل اليمنيون ذلك ، كنتيجة حتمية لهيمنة القوة . فقد عاد السفير الايراني الى اليمن من دون اي تطبيع للعلاقات بين الدولتين . والمعروف ان العلاقات اليمنية الايرانية شهدت توتر شديد بسبب وقوف ايران الى جانب الصلف الحوثي . وها نحن اليوم نرى اتفاقيات تعاون بين الحوثي و ايران من دون اي مراعاة لسيادة الدولة واحترام قوانينها حتى بعد ان سيطر عليها الحوثيون فهذه الاتفاقيات تجري بين مليشيات مسلحة و دولة ترعى العنف . وهذا يعني ان لا احترام لمشاعر اليمنيين ولا اعتبار لآرائهم . كما أن عودة السفير الإيراني من دون أي تنسيق مع أدوات الدولة اليمنية ، و من دون أي مراعاة للبروتكولات الدولية التي تضبط سير التعامل ، و تعيين السفراء بين الدول يعد عملاً غير مقبول ، و ما يعنيه هذا الحضور للسفير الإيراني إلى اليمن ، و عقد اتفاقيات بين الحوثيين ، و إيران هو أنه أمراً لا يخضع لسياسية الدولة ، و أهدافها ، و قوانينها ، ومن ثم فإن هذه الأعمال تأتي منافية للأعراف الدبلوماسية ، و تحدياً صارخاً لدستور البلد ، وسيادتها . *هنا يجوز لنا أن نتساءل بعد أن نفذ أول اتفاق بين الحوثيين ، و إيران في إقامة ما يشبه الجسر الجوي ، عن الهدف ، و المآلات ، و نوعية المصالح التي ستعود بالنفع على البلدين ؟. يتضح أن لا مصالح حيوية حقيقة قائمة بين البلدين كدولتين لا في المجال الاقتصادي ، ولا السياسي ، و لا الأمني ، ولا التجاري ، أو الثقافي ، عدا مستوصفين اقامتهما إيران حتى تمرر بوساطتهما أجنداتها الخفية في دعم فئة ، أو طائفة على حساب الوطن . و هذا الأمر يتجلى فيما تقدمه فارس من أموال ، و أسلحة لجماعة الحوثي منذ تكوين هذه الجماعة ، و حتى دخولها في الحرب مع الدولة منذ 2004م حتى اللحظة . إذا فالرحلات الجوية المكثفة غير القانونية بين البلدين تؤكد بما لا يدع مجال للشك أنها ستدعم الحوثيين بالمال ، و السلاح ، وما يساعد الجماعة المسلحة على الاستمرار في الحرب ضد بقية المواطنين في اليمن . ما الذي نحتاجه كمواطنين يمنيين من هذه الرحلات ؟ ، و ما الضرورة لها ؟ ، و ما نوع الصادرات ، و الواردات ذهاباً ، و إياباً بين البلدين ؟ ، و ما انعكاسات هذه المسألة على وعي الشارع اليمني ؟. هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابة دقيقة من قبل الحوثيين حتى يقتنع الشعب اليمني بما يحدث ، وإلا فإن نظرته إلى هذه العملية ، و تقييمها سيكون مضمونه الفهم المطلق بأن هناك عبث بمقدرات الشعب اليمني ، و إمكاناته ، وسيادته من قبل إيران ، و من تدعمهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق