الثلاثاء، 7 أبريل 2015
استدعاء التاريخ سلبياً :
المعارضات العربية عبر التاريخ تكشف دوماً عن وجهها القبيح في التعامل مع الخصم السياسي ، أو الفكري عند وصولها إلى سلطة .
عندما نقرأ الممارسات السياسية للتيارات الفكرية السياسية في العصور الوسطى التي كان يقال عنها في بلدنا العربي الإسلامي عصور نهضة و تنوير يقابلها في أوروبا ما كان يسمى لنفس الفترة بالعصور المظلمة .
إذ نلاحظ أن تلك التيارات كانت تتحين الفرصة دائماً و تترصد الأخطاء بغرض إيجاد الذرائع للقضاء على الخصم و هو مالم نجده في أوروبا المعاصرة التي تتنافس تياراتها الفكرية ، و الاقتصادية ، و أحزابها السياسية من أجل الرقي بمواطنيها ، و أوطانها .
ولم نجد يوماً رئيساً ،أو زعيماً في أمريكا ، أو أوروبا يأتي منتقماً من خصومه السياسيين ، و يعمل على تغيير وجه السلطة ، و إزاحة أدواتها القديمة ، و يغير أسلوب تعامل هذه السلطة مع مواطني دولته ، لم يحدث هذا مطلقاً .
و إنما يحدث تغيير في السياسات غير الثابتة ، وفي البرامج بغرض جعل الدولة أكثر حضوراً على المستوى العالمي ؛ بما يعني أن العصور المظلمة في أوروبا انتجت من رحم المعاناة عقل منفتح يخدم العالم ، و ما أنتجته عصور النهضة ، و التنوير (العصور الوسطى في العالم العربي الاسلامي) عقلاً منغلقاً ناقماً بسبب تشبعه بالصراعات ، و الأحقاد التي مرت عبر التاريخ ، و حتى اللحظة .
و هذا ما نشهده في بلدنا الآن من ممارسات لحركة الحوثي التي لم تمتلك السلطة حتى الآن مطلقاً ، وما زالت تصارع الجميع حتى تستحوذ عليها لتستبد بالكل الاجتماعي .
و ما الاعتقالات التي تقوم بها ضد خصومها ، و خاصة من حزب الاصلاح الا دلالة واضحة على الفكرة غير المنضبطة في هذه العقلية المنتمية إلى غابر التاريخ رغم محاولتها تلبس أسلوب العصر ، و لكنها تفشل في هذا الأمر لأنها تتقمص الأسلوب ، و العناوين ، مبتعدة تماماً عن الروح الفاعلة في تاريخنا الآن .
حركة الحوثي تدين نفسها لأنها بما رفعته من شعارات المدنية و العدالة خدعت الجماهير ، و هاهي الآن تغلق القنوات ، تحجب المواقع الاخبارية المعارضة لها ، و تعتقل الناشطين السياسيين ، بل و تعمل على حل الأحزاب السياسية مثل حزب الاصلاح ، رغم عدم امتلاكها السلطة القانونية ، و الدستورية . وما تستند إليه فقط هي القوة و الغلبة . و هذا الأمر يدينها لا يعزز حضورها ، و يحاصرها في مهدها .
مأساتنا أننا نستدعي التاريخ بسلبياته المتمثلة في الصراعات ، و لا نستدعيه بإيجابياته المتمثل بالنشاط الإنساني في مجالاته شتى الذي أثرى الحضارة في العالم ..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق