الثلاثاء، 18 أغسطس 2015
إلى كل من يهمه أمر الوطن :
تنبيه ، الوطن اليمن ليس بقعة أرض اشتراها أحد الناس و جعلها في ملكيته !!!.
و لذلك لا يجوز لأحد منا اختزال الوطن حسب مزاجه ، و أهوائه ، و منطقته ؛ لأن هذا الأمر ينتج عنه الكارثة الكبرى بإحداث شرخ اجتماعي ، عميق يؤثر على العلاقة السوسيو ثقافية ، و انعكاسه على تفسير الأحداث بمرجعيه جيو سياسية ، ما يؤدي إلى قيام تشكيلات اجتماعية ، سياسية غير منسجمة ، و من ثم يغيب في أوساطها التعاون ، و يحضر الانكفاء على الذات فتهدر القدرات البشرية ، و يغيب الفعل التنموي فتتخلف البلد .
و هذا هو ما حدث منذ أيام الإمامة ، و يحدث حتى الآن .
فها نحن نعاني من جرأة الأغبياء على اختزال الوطن ، و الشعب ؛ فالشيخ قد اختزل الشعب في قبيلته ، و الوطن في منطقته كما صنع المخلوع ذلك فظن أن ما يقصد بالشعب هو عائلته ، و ها نحن نقرأ المثقف ، و نسمعه ، و هو يُغيب الوطن ، و أبناءه ظاناً أن محافظته ، و أبناء منطقته هم الوطن ، و الشعب ، و هم مصدر كل الخيرات ، و ينبوع الثقافات ، و الحضارة ليست إلا نتاج لأفعالهم .
علينا أن ندرك أن الحبيبة اليمن مسؤوليتنا ، و مرجعيتنا ، و هويتنا نتساوى فيها جميعاً ، و لا فرق بين يمني ، و آخر إلا بقدر حبه لهذا الوطن ، و احترام انتماءه لها ، كلنا نحاول أن نتحرر من الاستبداد، و مظلوميتنا واحدة ، وهدفنا واحد في تحقيق العدالة ، و سيادة القانون على طريق بناء الدولة المدنية الحديثة .
و لو قرأنا في التاريخ لوجدنا إيجابيات ، و سلبيات كل منطقة من حيث الإسهام ، أو الخذلان في قيام الثورتين اليمنيتين ثم انغماس الكل الاجتماعي بكافة أطيافه ، و أشكاله الحضارية في الفعل الثوري العظيم في 11 فبراير 2011م .
هذا يدعونا إلى القول أن أي منجز وطني يتحقق في الدفاع عن البلد متجلياً بالانتصار في أي مكان هو مكسب اجتماعي يمني ، عمل من أجله الجميع سواء بطريقة مباشرة ، أو غير مباشرة .
إذا فعلينا البحث عن ما هو مشترك ليكون عملاً جامعاً يشحذ الهمم ، و يوجه الطاقات الخلاقة في بناء البلد ، و إعادة تأهيل لمواردها ، و تنميتها ، بعد الدمار الذي قد حدث بسبب أطماع الحوثي في تجيير البلد لمصلحة السيد ، و إدخالها تحت عباءة المرشد .
وهو الأمر الذي يحتم علينا الارتقاء بالخطاب ، و التواضع لليمن ، و البعد عن التمييز العنصري ، المناطقي لمصلحة الوحدة الوطنية ، و الهوية الجامعة ، اليمن و ليس أقل منها .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق