الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015
محاضرات موضوع علم اجتماع الريفي وتطوره:
علم الاجتماع الريفي : موضوعه وتطوره
أولاً ـ تحديد مفهوم علم الاجتماع الريفي :/
يعرف جميع علماء الاجتماع الريفي أن الحياة الاجتماعية للمجتمع المحلي تنقسم إلى قسمين متميزين هما المجتمع الريفي والمجتمع الحضري . ويحاول كل عالم أن يضع أسس التفرقة بين كل من الحياتين الريفية والحضرية . ويؤكد جميعهم على أن الحياة الاجتماعية في المناطق الريفية تتميز بخصائص تفرقها عن تلك التي تتسم بها الحياة الاجتماعية في الحضر . كما يؤكدون على أن موضوع دراستهم يكون علماً وإطارا علمياً محدداً بالدراسة العلمية المتسقة والواعية للتنظيم الاجتماعي الريفي وبنائه ووظائفه ، كما يحاولون كشف القوانين التي تحكم تطوره.
1ـ لقد لجأت الولايات المتحدة الأمريكية إلى تعريف المجتمع الريفي تعريفاً إحصائياً حتى يسهل على القائمين بالتعداد العام أن يحددوا في جداولهم المناطق الريفية . وتعريف الولايات المتحدة الأمريكية هو اعتبار أن المجتمع الريفي هو المجتمع الذي يقل عدد سكانه عن ألفين وخمسمائة نسمة . أما إذا ما زاد عن ذلك فهو مجتمع غير ريفي حتى ولو كان يعمل بالزراعة . وقد اقتضى هذا التعريف بطبيعة الحال استخدام عدة تسميات للمجتمعات فهناك الريفي غير الزراعي وهناك الريفي الزراعي ، كما أن هناك الزراعي غير الريفي . فالريف هنا طبقاً لهذا التعريف لا علاقة له بالمهنة بل هو مجرد اصطلاح له مدلول إحصائي تبعاً لعدد السكان وإن كان الغالب بطبيعة الحال أن المجتمعات التي يقل عدد سكانها عن ألفين وخمسمائة نسمة هي مجتمعات تغلب عليها مهنة الزراعة .
2ـ وهناك تعريف سائد في بعض بلدان العالم الغربي يقوم على أساس التقسيم الاقتصادي للمهن . فبعض الاقتصاديين يقسمون الأعمال الاقتصادية إلى ثلاثة أقسام:/
• الصناعات الأولية :
وهي الصناعات التي تعمل على استخراج المادة الخام مثل الزراعة والصيد والمناجم واستخراج الأسفنج .
• الصناعات التحويلية أو الثانوية :
وهي الصناعات التي تقوم الخام إلى أشكال صناعية أخرى .فمثلا أذا كانت زراعة القطن صناعة أولية فإن غزل ونسيج القطن صناعة تحويلية أو ثانوية كذلك أذا كان استخراج الحديد الخام من المناجم صناعة أولية فإن صناعة الصلب والآلات صناعة تحويلية أو ثانوية
• المهن :
وهي الخدمات التي ليست إنتاجية في حد ذاتها وأن كانت لازمة وضرورية للإنتاج .ومثل هذه المهن عمل المدرس والطبيب والجندي والحلاق وغيرهم .
3ـ هناك تعريف يستخدم في كثير من المجتمعات الأفريقية والأسيوية يقوم على أساس مهني .ألا أنة يقتصر على الزراعة فالمجتمع الريفي طبقا لذلك هو المجتمع الذي يعتمد غالبية سكانه على الزراعة في معيشتهم . وقد تعتبر مجتمعات ريفية في أفريقيا و أسيا طبقا لهذا التعريف بينما يزيد حجمها عن كثير من المجتمعات الحضرية في الولايات المتحدة وفقا لتعريفها .
وقد كان مجتمعنا العربي يأخذ بهذا التعريف حتى وقت قريب ألا أن مصلحة ألإحصاء والتعداد قد أخذت في المدة الأخيرة بتعريف إداري للريف إذ اعتبر المجتمع الحضري ما كان عاصمة للمحافظة (أو مديرية ) أو عاصمة للمركز باستثناء المناطق الصحراوية على أن يكون المجتمع الريفي كل ما عدا ذلك.
4ـ هذا ويمكن تعريف علم الاجتماع الريفي بأنه العلم الذي يهتم بدراسة ووصف وتحليل العلاقات القائمة بين الجماعات الإنسانية التي تعيش في بيئة ريفية شأنه في ذلك شأن أي فرع أخرمن فروع علم الاجتماع العام .كعلم الاجتماع العائلي والسياسي والديني ...الخ.
ويمكن تعريفه أيضا : (بأنه الدراسة العلمية السكان الريفيين والعلاقات القائمة بينهم). أو بعبارة أخرى هو العلم المعنى بدراسة أهل الريف وما تربطهم من صلات وتلك التي تربطهم وغيرهم من السكان الريفيين .
وكما أن علم لاجتماع الحضري يتناول دراسة الجماعات الإنسانية والإنسان الاجتماعية الكائنة في المجتمع الحضري فإن مادة دراسة علم الاجتماع الريفي تتناول ووصف وتحليل الجماعات المختلفة التي تعيش في البيئة الريفية .
كذلك يمكن القول بأن علم الاجتماع الريفي هو فرع لعلم الاجتماع التطبيقي الذي يتناول دراسة البينان الاجتماعي الريفي .
5ـ ولعل كروبر يعتبر من أدق الانثروبولوجيين الذين أعطوه تعريفا محددا للفلاحين خلال ذكره لخصائص الحياة القروية التي تتلخص في أنهم يعتمدون على فلاحة الأرض وأنهم لا يعيشون منعزلين تماما كما هو الحال في التنظيمات العشائرية والقبائلية إذ أنهم مرتبطون إلى حد ما بأسواق المدن ولكنهم ينقصهم الاستقلال السياسي والاكتفاء الذاتي الذي تتمتع به هذه العشائر والقبائل . ولعل أهم الخصائص التي تمي أهل القرى هو ارتباطهم الشديد بالأرض واحتفاظهم بفلكلور مميز خاص. وهذه الخصائص التي ذكرها كروبر قد ساعدت على إيضاح أن المجتمعات المحلية القروية تتكون من مجتمعات جزئية ذات ثقافات جزئية ،أنها تفتقر إلى التكامل الاجتماعي والاكتفاء الذاتي إذا سلخناها من المجتمع الكبير التي هي جزء لا يتجزأ منه .
6ـ وقد حدد ألفين برتراند موضوع علم الاجتماع الريفي عن طريق أبعاد ثلاثة :
• البعد الأول
ويتضمن حدود المناطق والمناطق المنعزلة إلى جانب الروابط المتعددة الموجودة بإطارها المتعلق بالمكان ،والباحث الذي يأخذ بهذا الاتجاه عليه أن يصف جميع الوظائف التي تظهر في الروابط الجمعية التي تظهر في حياة الرجل الريفي .
• البعد الثاني
وهو الذي يتعلق بالدراسة الطولية والعرضية للإنسان (systems ) وفي هذه الحالة لا يكتفي بوصف المجتمع وتحليلية كما هو ظاهر في إقامة المقاطعة ، وإنما يجب أن يؤخذ في الاعتبار كل ما يتعلق بالزمان والمكان . وهذا يعني أن مجتمع اليوم ليس الإنتاج فترة طويلة من التغير والتراكم الثقافي . وعلى ذلك يجب على الباحث في المجتمع الريفي أن يدخل عامل الزمن في تقديره ، الأمر الذي يتعين معه معرفة القوة الخارجية والداخلية التي ساعدت في الماضي على تشكيل الظاهرة الاجتماعية ووجودها بالصورة التي هي عليها في الوقت الحاضر .
• البعد الثالث
وهو الذي يتعلق بالعمق ، وذلك لأنه لكي نعرف الحياة الاجتماعية للإنسان فنحن في حاجة إلى معرفة أكثر وأدق بطبيعة الفرد ذاته من حيث حاجاته ودوافعه واتجاهاته ، وكل ما يتعلق بأشكال السلوك الظاهر. ويهتم الباحث في هذه الحالة بمعرفة الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى أنماط واستجابات مختلفة عند الأفراد والجماعات وكيف أختلف أيضاً في الزمان والمكان . ومثال ذلك يجب على الباحث أن يعرف كيف تتغير الآداب الشعبية والعرف ، وكيف تتعدل أنساق القيم .
7ـ أما لوري نلسون (Nelson L. ) فقد اهتم بالبيئة الطبيعية والدور الذي تلعبه في الحياة الاجتماعية في الريف والخصائص البيولوجية للسكان وكيف أنها ترتبط بالسمات الاجتماعية عند القرويين .
كما أنه اهتم بدراسة أنماط التفاعل الاجتماعي ، ولهذا يمكن القول أنه يركز اهتمامه حول العلاقات المباشرة بين الجماعات المكونة للمجتمع الريفي وما يترتب عليها من مظاهر في السلوك الاجتماعي عند الأفراد ويمكن تلخيص وجهة نظر نلسون في علم الاجتماع الريفي والمناهج والمفاهيم التي قامت عليها دراسته على النحو التالي :
أ ـ اعترف بأهمية طرق البحث الاجتماعي المعروفة في الحصول على المعلومات ولكنه أدرك أن هذه الطرق لا تصلح في كل نواحي المجتمع لأنها قد لا تعطينا الحقائق التي يمكن أن تخضع للقياس والعد ، ولهذا لم يمانع في أنن تكون بعض حقائق المجتمع الريفي مستمدة عن طريق الملاحظة المباشرة والتي يمكن أن تسجل عن طريق الوصف ، أو بمعنى آخر أعطى نلسون أهميه لنوع الباحث الذي يستطيع أن يبحث في المجتمع الريفي طالما كان من الممكن الاعتماد عليه في جمع المعلومات .
ب ـ حاول إبراز ضرورة الاتفاق على المفاهيم والأفكار العامة التي يمكن أن تكون محل مناقشة بين العلماء حتى لا يكون هناك اختلاف على المضامين ، لذلك بدأ بمناقشة فكرة المجتمع وعرفه بأنه مجموع متفاعل من الناس ، وفصله عن الثقافة التي جعلها تتضمن المعتقدات والعادات والتقاليد والتي يمكن أن تتغير من مكان إلى آخر .
ج ـ عالج الموضوع الهام الخاص بتحديد الوحدة الريفية التي ستركز عليها الدراسة وناقش التعريف الإحصائي الذي يأخذ به كثير من العلماء في الولايات المتحدة الأمريكية اتفاقاً مع تعريف مكتب الإحصاء ، ولكنه استطرد قائلاً أن الأساس العددي لا يمكن أن يكون متصلاً أساساً بمفهوم البيئة الريفية والحضرية ولابد من إدخال بعض الخصائص كالمهنة وطبيعة العلاقات عند تعريفنا للبيئة الريفية ، لذلك فقد انتهى إلى تعريف البيئة الريفية على النحو الآتي :
• - عدد من السكان – 2500 فأقل .
• - تكون العلاقات فيه مباشرة مؤدية إلى طابع متميز من الحياة الاجتماعية .
• - المهنة الغالبة هي الزراعة وإن كان من الممكن إدخال مهن أخرى مع توافر الشرطين السابقين .
د ـ وفي مجال الدراسة اقترح أن تشمل أولئك الريفيين الذين يعيشون في الريف فعلاً أو الذين يسكنون الحضر وتكون لهم صلة وثيقة بالريف حيث يمكن أن يلاحظ عليهم تأثرهم بالأنماط الريفية في التفكير والعمل .
8ـ إن أكثر التعريفات التي نراها مطبقة على القرية في مصر أنها ( نموذج له طريقة معينة في الحياة تعتمد أساساً على الزراعة وريدفيلد في هذا المقام يعرف المجتمع القروي بأنه نموذج أو طبقة غير محدودة تماماً ، والقروية Peasantry)) على هذا الأساس وكنموذج ليست محدودة أو متميزة كما تتميز الطيور عن الثدييات ويعتقد أن كل تعريف سنرتضيه سنجد له تعريفات متناقضة لأن البعض قد يختار تعريفاً ينطبق على عدة مجتمعات متجاورة ،وقد يختار هو مجتمعات متجاورة ، أو بعيدة وهكذا . وقد يذهب بعضهم الأخر مثل (Raymond firth ) إلى أن اصطلاح المجتمع القروي (Peasant Society) ينطبق على كل مجتمع يتكون من عدد من المنتجين الصغار بغرض الاستهلاك الخاص ولكن تعريف (Firth) هذا يخرج المزارعين الذين يزرعون الأرض عن طريق الغير لغرض الاستغلال ،وهم بالضرورة موجودون في اغلب القرى نتيجة لعدم وجود نظام معين في توزيع الملكية ، وقد ينطبق هذا التعريف على بعض المجتمعات التي تساوي في الملكية الزراعية بين سكان القرية الواحدة ، وينطبق على المجتمعات ذات النظام الاشتراكي أو الشيوعي .
أما التعريف الذي حاولناه فإنه وإن كان يتفق مع الاتجاه العام لتعريف ريدفيلد إلا أنه أكثر منه تحديداً . وقد يرجع ذلك إلى التمايز الواضح بين المجتمع القروي في مصر وغيره من أنواع المجتمعات الأخرى .
ثانياً : الوضع الراهن للدراسات الاجتماعية الريفية
إن تراث هذه الدراسات يعكس لنا تيارين مختلفين انطلقا في ظروف مختلفة إلى حد ما ويتميز كل منهما ، من الناحية التاريخية والمنهجية بظروف وخصائص معينة . ونعني بهذين التيارين ما يعرف اصطلاحا بعلم الاجتماع الريفي وما يمكن أن أطلق عليه الأنثروبولوجيا الاجتماعية الريفية .
ومن الملاحظ أن هذين التيارين وإن كانا يختلفان من حيث الظروف التاريخية والمنهجية والمنطلق النظري فإنهما قد يتفقان في الهدف النهائي الذي يتمثل في دراسة التفاعل الإنساني الذي يجري في المجتمع الريفي ، عملياته ، ونتائجه ، أو دراسة العلاقات الاجتماعية الريفية بوصفها مجالاً متخصصاً من مجالات الدراسة السوسيولوجية العامة .
ومن الجدير بالذكر أن هذين التيارين قد نبعا أول ما نبعا في الولايات المتحدة الأمريكية ، ولكن من منابع مختلفة بحيث يمكن رد تيار علم الاجتماع الريفي بالمفهوم الأمريكي إلى الفلسفة الإنسانية التي أضحت قوة فعالة في نهاية النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، والتي نبهت الأذهان إلى المشكلات الحادة التي يعاني منها القطاع الريفي من المجتمع الأمريكي وذلك يفسر لنا إلى حد كبير الصبغة التطبيقية التي يصطبغ بها علم الاجتماع الريفي الأمريكي وارتباط بحوثه ودراساته بالتطبيق عبر فترة طويلة من الزمان ، وندرة التوجيهات النظرية في هذه البحوث والدراسات ، وإسهاماته المحدودة في النظرية السوسيولوجية العامة ، كما يفسر لنا أيضاً ارتباط نمو هذا الميدان وتطوره بنمو الاهتمام بمشكلات الحياة الريفية والرغبة في إصلاحها وعلاجها .
وقد أضفت كل هذه الظروف طابعاً محلياً على علم الاجتماع الريفي الأمريكي لارتباطه الوثيق بحقائق المجتمع الريفي الأمريكي نفسه مما لا يفيد كثيراً في "فهم المجتمع القروي في أغلب بلاد العالم"
أما التيار الثاني ، أو الأنثروبولوجيا الريفية ، فبمكن رده إلى تراث الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بعامة ، والاتجاه الوظيفي بوجه خاص من ناحية وإلى تقاليد مدرسة شيكاغو حيث بلور " روبرت ردفيلد " اتجاهه في دراسة المجتمع القروي من ناحية أخرى .
وإذا كان اتجاه علم الاجتماع الريفي في الدراسة والبحث يتمثل في عزل المشكلات عن سياقها العام ودراستها بطريقة تجزيئية باستخدام تكتيكات علم الاجتماع العام في البحث وبخاصة الأساليب الإحصائية فإن اتجاه الأنثروبولوجيا الريفية يتمثل في دراسة المجتمع القروي بوصفه كلاً متسانداً ، أو دراسة الظواهر الجزئية في إطار سياقها العام وتحليل ارتباطها وعلاقاتها الوظيفية بالظواهر الأخرى ، ويتضح ذلك بجلاء في عمل " ردفيلد" القيم المعنون بالمجتمع الصغير وهو المؤلف الذي يعد بحق بمثابة قواعد المنهج في دراسة المجتمع القروي ، ويميل هذا الاتجاه إلى استخدام مداخل الأنثروبولوجيا الاجتماعية في الدراسة كالبناء الاجتماعي ، والنسق الإيكولوجي وسيرة الحياة النمطية ، والنظرة إلى العالم ، كما يعتمد أيضاً على تكتيكات الأنثروبولوجيا كالملاحظة بالمشاركة والإخباريين المحليين .
وسوف نحاول في هذه الدراسة أن نقتفي آثار هذين التيارين ، وليس في الولايات المتحدة الأمريكية فقط وإنما في مختلف أنحاء العالم ومن بينها مصر ووفقاً لذلك سوف نقسم هذه الدراسة إلى أربعة أقسام رئيسية على النحو التالي :
1ـ الدراسات الاجتماعية الريفية ووضعها في الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الحاضر .
2ـ الدراسات الاجتماعية الريفية في أوروبا .
3ـ الدراسات الاجتماعية الريفية في الدول النامية .
4ـ الدراسات الاجتماعية الريفية في مصر .
وليس هدفنا في هذه الدراسة هو مجرد العرض فقط وإنما سوف نحاول أن نقوم هذه الدراسات في ضوء مجموعة من الاعتبارات النظرية والمنهجية بالإضافة إلى الإشارة إلى الوضع الأكاديمي الذي تحتله سوسيولوجيا المجتمع الريفي في كل من هذه المناطق ، نستطيع أن نقول باختصار أننا في فحصنا لوضع الدراسات الاجتماعية الريفية سوف نهتم بالمسائل التالية :
1ـ الوضع الأكاديمي لسوسيولوجيا المجتمع الريفي .
2ـ البحوث الريفية في ضوء القواعد المنهجية والاعتبارات النظرية .
3ـ المؤلفات المدرسية وغير المدرسية في هذا الموضوع .
وسوف نسير على هذا المنهج في مناقشتنا لوضع هذه الدراسات في المناطق المحددة آنفاً .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ايش تعريف علم الاجتماع الريفي ؟
ردحذف