الخميس، 24 ديسمبر 2015
لا تجعلوا الرحمة المهداة ﷺ في متناول حذلقاتكم
بُعث الحبيب ﷺ إلينا يخاطب فينا العقل ويقوم السلوك و يتمم الاخلاق .
ومن الاخلاق التي عُني بها الرسول ﷺ غرس قيم التواضع , حسن الخطاب ,تحري الصدق , وان لا يتجاوز احد على غيره لا بالقول ولا باليد وما يماثلهما .فالانتساب الى الرسول صلى الله عليه وسلم شرف ؛ وليس بالضرورة ان يكون الانتساب اليه عبر العرق و الدم هو المقصود, ولكن يشمل كل من يلتزم اخلاقه , أقواله و افعاله , سلوكهُ , تعامله مع صنوف الناس شتى .
فلم يمنح أحداً من قرابته ميزةً عن غيرهم من الصحابة رضي الله عنهم اجمعين غير ما أفاء الله .وان كانت هناك افضلية لأحد ما انما كانت تأتي من باب الأفضلية القلبية وليس القيمية العقلية .
فعلى كل من يدعي الانتساب لحبيبنا رسول الله ﷺ , ان يعي هذا الامر ويعمل بموجباته, ويحسن من طباعه , وتعاملاته ,فما كان الرحمة المهداة يتكئ لا الى عشيرة او قوة , بل كان يستند الى تأييد الله له وما كرمه ربه من الاخلاق والحجة ولينهُ مع الأخرين ومن ثم حبهم له .
لذلك أقول اني اعتذر اليك يا رسول الله فبعض من اشتقت اليهم من احبابك يتخذونك مجال للتعريض في الحديث حتى يقال عنهم مثقفون , فمنهم المتدين ومنهم المتطرف سواء كان يمينياً او يسارياً كلهم يتسابقون في الحصول على لقب الليبرالي المتحرر يمنحه الجهلة و المتعلمون على حد سواء. ولو كان ذلك عبر النيل منك في نقد من يدعون الانتساب اليك و بالعكس قد يصم ادعياء القرابة الاخرين بالكفر و الجحود بك كي يحتكروا باستمرار على غيرهم المكانة منك و اليك.
وهنا يجدر التنبيه الى المثقفين و الجُهْال : ألا تشركوا في خطاباتكم وخصوماتكم و افعالكم و حذلقاتكم رسول الله فأنه براءٌ مما تصنعون ومن خصوماتكم وما تسلكون .
أراكم تحتجون على من يسيء الى الرسول في الغرب بالقول او غير ذلك . وإذا بكم اكثر فجاجة وغلظة مع نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم , وانتم تدركون ما تفعلون , الا ان في حساباتكم ان تنالوا شهادة تقدير من الغرب او المستغربين من انصاف المثقفين ممن يبهروا بما تكتبوا , فعليكم ان تغادروا استغبائكم لأنفسكم و للأخرين الذي طغى عليكم بسبب ثقة من يقرأوا لكم وما عادوا يراجعوا بدقة ما تقولون وحتى لا تتحولوا من محرابكم في دفاعكم عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم الى سهام تغرس في قلب الحقيقة و الرحمة محمد ﷺ, بالضرورة ان تراجعوا ما تلفظون وتراقب ضمائركم ما تتأملون و لتكن مرآة الحق هي قائدكم الى ما تطمحون .
لقد جعلتمونا نشعر اننا عبئاً ثقيل على ديننا الذي تعلمنا منه قيم المحبة و السلام و المودة للجميع ومعهم ؛ بسبب ممارسات خاطئة تأتي عبر كتابات مجنونة لعقول تنتمي يميناً او يساراً همها الأوحد أن توصف باللبرلة أو التحرر .
لابد ان نثبت جميعاً خضوعاً في القول و السلوك و الحب و التعايش كما علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم , ولتكن حذلقاتنا في مجال الحياة السياسية و الاقتصادية و الثقافية و الفنية و التباري في الابداع لخدمة البشرية و تقديم اجمل ما عندنا و اخذ اجمل ما عند الاخر لتتلاقح ثقافة الانسان أينما كان بعيداً عن الغلو من قبل ادعياء النسب للرسول صلى الله عليه وسلم او منتقديهم ؛ فانه و الله براء مما يُتهم به او ينسب اليه من الزور و الباطل . قد جعل سلمان وصهيب من آل البيت و بلال مؤذنه وكثير من صحابته ممن قربهم اليه فما كانت صلة قرابة الدم و العرق ذي بال عندهُ, فالأنصار اخوانه و جميعهم مع المهاجرين أصحابه ونحن من اشتاق اليهم ان صدقنا القول و الفعل وفقاً لما علمنا احبابه .
فلا تُجرحوا في رحمة الله المهداة ومن اصطفاه لقيادة البشرية الى نوره وهداه .
د\ احمد محمد قاسم عتيق .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق