الأربعاء، 10 فبراير 2016
ثورة 11فبراير من اجل انتصار الوطن فقط .
كانت ثورة 11 فبراير لحظة خلاص من الألم و العمل من اجل الولوج الى المستقبل بروح وثابة متطلعة الى تغيير الوضع المؤلم الذي كان يعيبه القمع ، مصادرة الحريات ، استمرار دولة الاستبداد و تجذير الفساد .
اذ كان الأمل عند كل اليمنيين هو الوصول الى لحظة الشعور بالأمن من السلطة الجائرة و الأمان من ممارساتها الظالمة عن طريق اشتراك كل فئات المجتمع التي صنعت لحظة الثورة في إدارة البلد . ليعيد الجميع الاعتبار للسعيدة ومن عليها من البسطاء ،الفقراء ، المظلومين التي كانت قلوبهم تحمل بجمالها حب الوطن وكافة أبنائه ورغم انها كانت الفئات الأكثر استحقاق بالحرية إلا ان شعورها بهذا الامر مصدره حاجة المجتمع كل اطيافه و الوانه الى الحرية التي تمكنا جميعاً من اظهار ابداعاتنا قدراتنا انفعالاتنا مهاراتنا في صوغ لحظة المستقبل المُعَبر عنها في العيش تحت ظلال دولة القانون وجوهرها العدالة و المساواة للـ ، وبين جميع أبناء السعيدة.
لكن هاهو الحلم يتعثر و الآمال تكبت و الدماء تنزف و الجراح تتعمق و الوطن يمزق و النفسية تنشطر و تتألم .
لمَ هذا يحدث ؟ اما كنا جديرين بما نحلم به ؟ .
بلا فأن من حقنا ازدهار وطننا و تطوره و اشتعال النشاط الذي استحقاقه الوصول بوطننا الى مصاف الدول الناهضة .
ثورة 11فبراير انطلقت بأهداف واضحة تحفها عناية الله و استعداد الجماهير بالتضحية من اجلها وهذا ما يحدث الان لان فئة من بين صفوف ثورتنا كنا نظن انها معنا . واذا بها تغتال كل طموحاتنا بغرض الوصول الى السلطة و استعادة موروث الإباء الامامي وفي اسوء الأحوال إعادة نظام المخلوع بكل مساوئه لاستطاعتها التعايش معه . فعصابة الحوثي ونظام المخلوع يبدو انهما منسجمان في الهدف و الوسيلة بالانتقام من كل من اشترك في الثورة ضد الامام 26 سبتمبر1962 , وفي ثورتنا 11 فبراير ضد طغيان المخلوع بما يعني ان استعادة السلطة عن طريق العنف هو ما يحدث الان لتركيع الوطن و المواطن لهذه السلطة الملفوظة والعصابة المنبوذة اللتان تريدان تكريس قيم الذل و المهانة في نفوس الاحرار المواطنين اليمنيين الابرار اللذين ما استكانوا لهذه القيم المقيتة عبر التاريخ . صحيح اننا في اليمن نتميز باللين و الاخلاق الاصيلة لكن كرامتنا وطموحاتنا بالأمن و الاستقرار و الحرية و العدالة جزء من اصالتنا و لن نتخلى عنها . لذلك ها هي الاحداث منذ أحدى عشر شهر تثبت ان اليمنيين جديرين بالانتصار لمَ ضحوا من اجله وسينتصرون و سيصبح ما حدث في التاريخ مقتاً و عاراً لمن أراد ان يغتال هوية اليمن العربية بغية رميها في أحضان فارس . وهذا لن يتأتى طالما ان دماء اليمنيين حارة تعلوهم كل قيم الحب و الجمال لوطنهم وعشقهم لكرامتهم و العيش على هذه الأرض الطيبة تحت قيم فقط العروبة و الإسلام و الانتماء الحقيقي لبلدنا .
بالتأكيد سيكون لتضحيات الاحرار في 11فبراير القول الفصل في توجهاتنا لصنع المستقبل.
د. أحمد محمد قاسم عتيق .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق