عندما نتقاسم الحديث ، والمشاعر ، والآهات مع البعض نعتقد أنهم كباراً في الأخلاق ، والتصرفات ، والمشاعر ، والحب. يظلون هكذا في مخيلتنا ، ومشاعرنا الدافئة حباً لهم حتى تعترينا التجربة ، و تتلبسنا في آن واحد ، وبتلقائية عجيبة لينكشف المستور ، وينكسر الفخار الجميل عن قبح البعض ، وخبايا نفوسهم التي تظهر من دون مواربة عياناً بخبثها ؛ الذي تتسع ناره لحرق العالم.
إن النفوس الجميلة التي أُسميها أنا كبيرة تستطيع أن تحتوي العالم في صدرها ، وتسور عليه بقلبها ، وتمنحه كل الحب ليتألق في سماء النفوس الطيبة جمالاً.
أما النفوس الخبيثة فهي قد تستطيع الاختباء وراء معسول الكلام ، والتمويه ببعض التصرفات اللطيفة لكن موقفاً جاداً ، ولحظة حاسمة تُزيح الستار عن لؤمها ، وهي نتيجة لذلك تحاول مغالطتنا ، ومحاولة الهروب إلى الأمام إلا أن وصمة الكراهة تنبثق من عينيها وتنطلق من لسانها ، وتعكر الأجواء بأنفاسها ؛ لأن هذه طبيعتها تحمل الكره ، وتتسم بالتكبر ، وحقدها دافعها نحو محو كل شيء جميل ، وغيرتها سلاحها الذي يبطش بها أولاً فيعري صورتها المختبئة ، ويلتهم بيئتها من حولها بكل سيء تنفثهُ لإحراقها. لكنها في الأخير تحصد فساد سلوكها ، ومكمون طويتها فلا تدمر إلا نفسها.
د. أحمد عتيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق