واقفٌ، وكل شيء مُتحجرٌ، وأنا أُحاول مناجاة الليل، وكأن صديقي غافلٌ، أو نائمٌ، أو غاضبٌ؛ تُجيبُني الوحشة: أنت غريبٌ، ومزعجٌ، ومُقلِقٌ لي وأنا أُمارس؛ الرُعب على الصبايا، والطفل: فلا يلتقم ثدي أُمة...
همهمت مذعوراً قائلاً: أُناجي صديقي، والحُب في عيون السهارى، والحالمون، بنقاء الساعة، وهمس المشاعر...
زمجرت؛ بقساوة: الليل، وحبيبك، والحُرية قتلتُهُم وكانوا لي وجبة عشاء، والآن دورك أنت...
سألتها: ما الداعي لهذا؟، أيتها الوحشة غادري، أرجاء مسائي، ودعي الليل يسقينا بهجةً، وصفاءً، وحنين، اذهبي عن كل هذا بعيداً، فأنا لا أُحسنُ إلا الحُب ومناجاة الزهور. هناك في البعيد؛ من ينتظرُك، قلوبٌ عطشى للتوحش، والموت...
أيتها الوحشة: ألا تَرَين، أنكِ، والحرب، وأصدقائي الذين يُشبهونِك، وأفراد عائلتي، تُضرمون النار في أرضي، ولم يبق لي غير هذا الليل، والزهور، وأحضان الأُمهات، وهي تُخبئ ضحِكات أطفال بلادي، وها أنتِ تعتدين عليها...
د. أحمد عتيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق