الاثنين، 4 أكتوبر 2021

مهاتفة في السفر

 على حافلة السفر هاتفت حبيبتي: سألتها كيف أنتِ؟

قالت: وجهي يحترق، وصدري يُنتهك، وقلبي انكسر، وبطني بُقِعَت، ذُبِح الجنين في ساحة عيني، وأنا أقاوم..

استنجدت بي..

وجدتني عاجزاً عن فِعل أي شيء..

قالت: لمَ تسألني، وأنت خائنٌ، وعميل؟..

قلتُ لست خائناً، ولا عميل، إنما قدمي في الشمال بُتِرَت، وفي الجنوب تمزقت، ويداي للكلاب أُطعِمَت، وعيناي فُقِعَت، لم يبقى إلا أحلامي لم تركع حتى الآن إنها تُقاوم..

لكن لِمَ تنادي رفاتي؟؟؟ وهي تُريد أن تضع جنينها القادم من الألم..

لعلّني أستأنس بصمودِكِ وأستعيد روح الانتصار، والموت من جديد تحت العلم..

أحشائي مُحتَلَةٌ، وثدياي؛ يعبث بها الغازي، وأنت تُناديني!!!..

لنُغني للحاضر عن أمجادنا الماضيات، ونُخبره عن شجاعاتنا المُبهِرات، وأننا في يومٍ أمرنا الشمس، والقمر يسجدان تحت عرش الملكة..

في لحظةٍ رجعنا نبحث عن تاريخنا، وجدناه تبخر، إلا من كان يا ما كان خالي، وجدي بطلين ركّعوا الفُرس، وغلبوا الرومان، ومنعوا اشراقة الشمس إلا على أرضِنا، وأحضروا الغيمَ منعوا قطرها إلا على وادينا، والضعيف فينا كان يقتل ألفاً، ويستأسر ألفاً..

واليوم القدس، وصنعاء، وبغداد، وطرابلس، تأنُ وتستصرخ فينا المُروءة، والنخوة، تبحث عن سند، فلم تجِد إلا الخُذلان، والبعض يبيع في أعراضها حتى ينال السجود تحت عرش الملكة..

 

د. أحمد عتيق

2 أكتوبر 2021

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق