بحثت عنكِ بين الأماكن، في الاتجاهات، في السماء، وخبايا الأرض، وفي كل المرايا، وإذا بكِ تناديني من بين ضلوعي: "أيها التائه أرقبك، وكما انا في قلبِك مُختبئة، فأنت في قلبي أحملُك"...
إنما خُلِقنا؛ لَتقاسمُنا كل الدّعايا، العرايا، والمنايا؛ وجباتٌ عند الظهيرة، وفي المساء؛ يجتمع المنتصرون علينا يُشاهدون سكاكينهم تنهش في أجسادنا، وتسكر حتى الثمالة من دمائنا، وهم فرحين يرقصون...
أنت يا ولدي لي كَفَن وأنا أُخفيكَ في صدري، من الغُبار، الرمال، ومن عفونةِ أقدامهم المارقة، الساحقة...
لا خلاص وأخوكَ قاتلٌ، والثاني فاجرٌ مُتفقٌ مع العاهرة، والثالث دعيٌّ بالنسب إلى الأصول الطاهرة، والكلاب الشاردات؛ تدّعي أنها قد ملكتني منذ عهد المُجدِد الذين زعموا أنه قد أعادهم إلى الطريق الراشدة...
يا ولدي هم ما رشدوا ولا أرشدوا، ولكنهم ثملوا بحكايتهم؛ لمّا ظنوا أن العوام صدّقوا بدعايتهم الكاذبة...
فل تدعني أختبئ خلف ظهرك، وأنت في صدري أمانٌ لك من وحوشهم، أو من زحفهم المُنبهر بعتادِه، والكلاب الضالة...
د. أحمد عتيق
28 أغسطس 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق