السبت، 7 نوفمبر 2015
محاضرة عن النظم الاجتماعية في الريف " الاسر الريفية "
النظم الاجتماعية في الريف الأسر الريفية
يعتبر النظام الاسري من أقدم النظم الاجتماعية التي تواجدت في المجتمعات. فنحن لا نعلم عن أي مجتمع لم يكن فيه تنظيم للزواج. وقد يختلف هذا التنظيم من مجتمع إلى آخر ولكنه متواجد في جميع المجتمعات.
وظائف الأسرة:
النظام الأسري كأي نظام اجتماعي هو تنظيم يتواضع عليه المجتمع لأنه يعينه على تأدية وظائف هامة وحيوية للحياة الاجتماعية.
ونستعرض أهم الوظائف التي يؤديها النظام الأسري في مختلف المجتمعات الانسانية في الوظائف الآتية:
1 – يعتبر التكاثر من أولى الوظائف التي تقوم بها الأسرة. فلابد للجميع أن يتكاثر حتى يمكنه أن يستمر في بقائه. فهذه الوظيفية التي تؤديها الأسرة هي التي تعمل على استمرارية السكان.
2 – تنظيم إشباع الدافع الجنسي بشكل يبقى على المجتمع كيانه ومعاييره وقيمه.
3 – رعاية الأبناء في الطفولة فالإنسان تعتبر أطول فترة طفولته معروفة في المملكة الحيوانية والطفل الأدمي عاجز أن يشبع حاجاته الأساسية بنفسه ومالم يتوافر له من يقوم على رعايته فلا يمكنه البقاء و الحياة ولذلك فإن الأسرة تقوم عادة برعاية أطفالها خصوصاً في الفترة الأولى في حياتهم التي لا تقل عن سنة وتزداد في المجتمعات الحديثة إلى حوالي العشرين سنة.
4 – النشأة الاجتماعية للأجيال الجديدة فالأسرة تقوم بالدور الأساسي في تلقي الثقافة لأفرادها الجدد. فالطفل كما نعلم يولد كائن اجتماعي بعد ولادته وبعد أن يبدأ في تفاعله مع أسرته وإذا كان هناك جماعات أخرى لجماعة كجماعة اللعب والمدرسة وغيرها تقوم بدورها في عملية النشأة الاجتماعية لأعضاء المجتمع الجدد ، فأن الاسرة هي التي تقوم بالدور الأساسي والأهم في هذه عملية النشأة الاجتماعية لأعضاء المجتمع الجدد ، فأن الاسرة هي التي تقوم بالدور الأساسي والاهم في هذه العملية الاجتماعية.
5 – الرقابة الاجتماعية على أفراد الاسرة ، فالواقع أن الاسرة جماعه أولية بل هي المثل الأول –لجماعة الأولية "جماعة الوجه للوجه" وفي مثل هذه الجماعة كما نعلم يتوفر جو الضبط الاجتماعية غير الرسمي الذي يعتمد على رقابة الأفراد على سلوك بعضهم رقابة وثيقة فعاله. والأسرة لا تقتصر رقابتها على أفرادها في سلوكهم داخل الأسرة فحسب بل تتعدى إلى الرقابة على سلوك داخل الاسرة فحسب بل تتعدى إلى الرقابة على سلوك أفرادها في جماعتهم الخارجية.
6 – توفير الحاجات النفسية لأفرادها. فالمعروف أن هناك بعض الحاجات النفسية يحتاج إليها الفرد لتكون شخصية سوية. فكل فرد يحتاج إلى أن يحب to love وأن يحب ، وأن يعترف به ، وأن يستجاب له ، وأن يشعر بالأمن والطمأنينة ، والأسرة خير من يوفر هذه الحاجات لأفرادها حتى ولو تنكرت لهم الجماعات الأخرى هذا وقد كانت الأسرة في الماضي تقوم بوظائف أخرى عديدة انتقلت مع الوقت إلى نظم اجتماعية أخرى.
الوظائف الإضافية للأسرة الريفية العربية:
وللأسرة في مجتمعنا الريفي وظائف أخرى تقوم بها بجانب ما سبق ذكره من الوظائف العامة للأسرة. وقد تختلف هذه الوظائف الإضافية في أهميتها باختلاف المجتمعات إلا أنها لا زالت تقوم بها الأسرة الريفي إلى درجة ما.
ويمكن تلخيص هذه الوظائف الإضافية في الآتي:
1 – تقوم الاسرة بوظيفة إنتاجية هامة. حيث يتعاون أفرادها تعاون وثيقاً في العمل والانتاج الزراعي فيقسم العمل بينهم بشكل يتكامل فيه الانتاج.
2 – تقوم الأسرة بدور هام في تحديد المكانات الاجتماعية لأفرادها فلا زالت المكانات المنسبة لها دور واضح في مجتمعنا الريفي. ويهتم الفلاحون عادة بالنسب حيث يتمثل النسب أحد العوامل التي تلعب دوراً هاماً في تحديد المكانة الاجتماعية للأفراد.
3 – يعتمد أفراد الأسرة في كثير من المجتمعات الريفية وخاصة الأكثر عزلة منها على عائلتهم في حماية أنفسهم. وتعرف هذه الظاهرة باسم العزوة بين أبناء الريف فيقولون إن فلاناً له عزوة أي له عائلة تسانده وتحميه وظاهرة الأخذ بالثأر في بعض المجتمعات هي مغالاة في هذا الاتجاه والملاحظ بطبيعة الحال أن زيادة اتصال المجتمع المحلي بالمجتمعات الأخرى وخروجه عن عزلته يضعف من هذه الوظيفة ويلقي بمسئوليتها كامله تقريباً على الحكومة.
4 – لازالت الأسرة الريفية تقوم بوظيفة هامة في الإعداد والتدريب المهني لأفرادها.
خصائص الأسرة الريفية
الأسرة الريفية كما ذكرنا ، وحدة إنتاجية يتعاون أفرادها تعاوناً وثيقاً في إنتاجهم مما يزيد من تدعيم الأسرة وتماسكها فيمكن تلخيص أهم مميزات وخصائص هذه الأسرة في النحو الآتي:
1 – الأسرة الريفية أسرة ذات سلطة أبوية فالأب في الأسرة هو صاحب السلطة العليا والواقع أن مظهر السلطة الأبوية في الأسرة الريفية قوي وظاهر. وقد تبين أن هذا المظهر المطلق للسلطة لا يتفق مع حقيقة نفوذ الأب للأسرة فقد ظهر أن المرأة الريفية نفوذ لا بأس به أفراد أسرتها قد لا يوحي بها مظهر سلطة الاب المطلقة.
2 – كان النوع السائد بين الأسرة الريفية هو الأسرة المركبة أي التي تتكون من أكثر من أسرة بسيطة في معيشة منزلية واحدة "الأسرة البسيطة هي الزوج والزوجة وأطفالها" إلا أن الدراسات الأخيرة إلى بعض القرى في مصر أظهرت أن هنالك اتجاهاً واضحاً نحو تفكك الأسر المركبة إلى أسر بسيطة. ويبدو أن العامل المسبب لذلك ليس التحضر الذي له عادة دوراً كبيراً في التأثير في ذلك الاتجاه في كثير بلدان العالم يرجع السبب الرئيسي إلى عامل الميراث الأرض فالأرض هي كما بينا سلعة نادرة يتكالب الفلاحون على ملكيتها ، وسرعان ما تبدأ المنازعات بين أبناء الاسرة الواحد عند تقسيم الميراث وينفصل كل منهم بأرضه وحياته المنزلية.
3 – تلعب الارض و فلاحتها دوراً كبيراً في تكوين الاسرة الريفية فمليكة الأرض أو احتمال مليكتها عن طريق الميراث يعتبر أحد الاسس الهامه التي يقوم عليها اختيار الزوج أو الزوجة وبالرغم من اهتمام الريفيين بالنسب والأخلاق أو السمعة عند تكوين أسرهم فأن ملكية الارض "الحالية أو الآجلة" تفوق هذه الصفات في الأمر.
4 – تتميز الاسرة الريفية كبر حجمها وكثرة مواليدها ويحتوي الأسرة بصفة خاصة بمولدها الذكور وترجع أسباب كثرة المواليد في الأسرة إلى العوامل الآتية:
أ – يعتبر أهل الريف أن أكبر حجم الاسرة عامل مدعم لعزوتها وقوتها.
ب – تنظر الأسرة إلى أبنائها كمصدر للدخل أكثر منهم باب للتكلفة. فالحياة القرية البسيطة وأما في غالبية الفلاحين في تربية أولادهم أما في متواضعة لا تشعر الفلاح بعبء المسئولية في توفير حاجات مثيرة لأبنائه. كما أن العوامل المساعدة على ذلك الاتكالية التي تتضح في قول الفلاحين "اللي يجي رزقه معاه" هذا ويلاحظ ان انتشار استغلال الاطفال في العمل الزراعي "يمثل الأطفال حوالي 460% من القوة العاملة في الزراعة" يوحي إلى عائلاتهم بأن الأطفال في الواقع عامل مساعدة على زيادة دخل الأسرة.
ج – موقف الزوجة الضعيف تحت التهديد الدائم المستمر بحق الرجل المطلق في الزواج بأكثر من واحدة ، الشيء الذي يجعل المرأة تهتم اهتماماً خاصاً بزيادة عدد الأطفال تدعيماً لمركزها مع زوجها وحماية لأسرتها.
د – عدم إلمام الفلاحين بوسائل تنظيم النسل ، وعدم توفير المقدرة المالية التي تعين من يلم بها من الحصول عليها.
هـ - عدم انتشار الإضاءة الكهربائية في القرية ، وقلة فرص الترويج يؤديان إلى أن يأوي الفلاحين إلى مساكنهم في أعقاب غروب الشمس وصلاة العشاء وعليه فأن فرص الاتصال بين الزوجين تزداد ، وتزداد تبعاً لها فرص الحمل.
5 – يشكل حق الرجل المطلق في تعدد الزوجات خطراً يهدد سلامة الأسرة ويؤثر على سلامة الحياة العائلية: بالرغم من أن نسبة المتزوجين بأكثر من واحدة من المسلمين يمثل نسبة ضئيلة طبقاً للإحصائيات النهائية إلا أنه كما يتبين أن الجدولين رقم 15 ، 16 فأن عدد من يتزوجون كل عام وفي عصمتهم زوجة أو أكثر يبلغون من المسلمين عامة لا يزيد عن 3,6% والسبب في ذلك بطبيعة الحال هو أن حالات طلاق كثيرة تنجم عن تعدد الزوجات مما يخفض النسبة من 7% إلى 3,6% للمتزوجين بأكثر من واحدة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق