السبت، 7 نوفمبر 2015

محاضرة عن توطين البدو في المملكة العربية السعودية

توطين البدو في المملكة العربية السعودية دخل الملك عبد العزيز مدينة الرياض في عام 1319هـ الموافق 1902م. وأمضى في معركة توحيد البلاد اثنتين وثلاثين سنة حيث تم إعلان مسمى المملكة العربية السعودية في عام 1351هـ الموافق 1932م ، حيث بدأ رحمه الله معركة جديدة لا تقل اهمية عن معركة التوحيد ، تلكم هي "معركة البناء". ولعل أول هم واجه الملك المؤسس هو كيف يستطيع أن يسيطر ويعلم ويتثقف القبائل البدوية المتنقلة. فكان أن بدأ مشروعه الرائد لتوطين البادية في هجر وقرى مستقرة. أهداف المشروع: 1 – فرض الأمن والاستقرار. 2 – تكوين قوة عسكرية جاهزة للنفير في وقت قياسي. 3 – كسر وحدة القبيلة والحد من نفوذ شيوخها. 4 – سهولة حكم التجمعات السكانية المستقرة. 5 – تنويع مصادر الاقتصاد ، فبدلاً من أن يكون معتمداً على تربية الماشية ، أصبح يعتمد على الزراعة إضافة إلى ذلك. 6 – توفير الأيادي العاملة ، والقوى البشرية المطلوبة للتنمية. 7 – تقديم الخدمات التنموية لهذه التجمعات السكانية ، واستحالة تقديم تلك الخدمات في حالة التنقل والترحال ، ومن تلك الخدمات التعليم والصحية والإسكان وغير ذلك من الخدمات. أسباب نجاح المشروع: 1 – الاهتمام الشخصي من الملك بالمشروع ، ومتابعته المستمرة له. 2 – الاعتماد على فتوى عملية تقتضي بان الاستقرار أولى من الترحل. 3 – كثرة الهبات والعطايا لشيوخ القبائل الذين ألزم الملك معظمهم بالعيش في مدينة الرياض ليكونوا قريبين منه ، وليثقفوا أنفسهم في الحلقات العلمية التي كانت تعقد في المساجد ، وليتمكن بواسطتهم من جمع أكبر عدد من المحاربين في وقت قصير عند الحاجة. 4 – توزيع الأراضي السكنية ، والمساعدة في إقامة المباني عليها . 5 – توزيع الاراضي الزراعية وحفر الآبار لاستخدامات المنازل ، وري المزروعات. 6 – بناء المساجد والمدراس للعبادة والتعليم. 7 – بساطة حياة البدو وبعدها عن التعقيد. النتائج: 1 – تقبل البدو للحياة الجديدة وانخراطهم فيها. 2 – وجود قوة عسكرية ضاربة يمكن للملك أن يستخدمها متى شاء ، فكان يستطيع تجنيد أكثر من عشرين ألف مقاتل في وقت قصير. 3 – بدأ البدو يتعلمون أمور دينهم وبدأت ثقافتهم العملية تتحسن. 4 – كثير من البدو جمعوا بين الحياة الجديدة القائمة على الزراعة ، والحياة القديمة القائمة على تربية الماشية. 5 – نجح الملك عبد العزيز في السيطرة على البدو ومتابعة تحركاتهم ، ومن ثم نجح في بسط الأمن والاستقرار في البلاد. 6 – بتوطين البدو بدأ المجتمع يتجه إلى مفهوم المواطنة بدلاً من مفهوم القبيلة ، ومن ثم بدأت حركات التنقل بين أجزاء الوطن تتزايد. سلبيات المشروع: 1 – قامت كثير الرجال بإسناد عمل الزراعة للنساء والأطفال. 2 – عدم كفاية المساكن لاستيعاب جميع البدو ، ونقص المرافق والخدمات بها. 3 – بعض البدو قام ببيع ماشيته مما أدى إلى نقص الثروة الحيوانية في البلاد. 4 – يرى بعض الكتاب أن هناك فرق بين التوطين والتهجير ، فالتوطين هو تشجيع السكان على الاقامة في بيئتهم وفق عاداتهم وتقاليدهم و بنائهم الاجتماعي ، أما التهجير فهو قسر السكان على الاقامة في مكان غير بيئتهم ويختلف عن عاداتهم وتقاليدهم. 5 – وجود خلافات وصراعات بين مجموعات البدو في الهجرة الواحدة حيث كان يثور بينهم القتال والنزاع بين وقت وآخر ، وكان الملك يتدخل بنفسه أحياناً لفضة ، وإعادة المياه إلى مجاريها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق