كيف ينظر العالم إلى بلدنا؟
اليمن مهد الحضارة ، والإنسانية ، وموطن توزيع الخير ، والسلام إلى العالم؛ يتعرض لكل ألم ، ينزف ، يُدمر ، يُقتل أبناءه ، ويشردون والعالم فقط يتفرج تفرج اللبيب.
للأسف ها هو زمن الحب، والسلام؛ يتجافى عنا، ويبتعد كثيراً كثيراً، ونحن ما زلنا نُحاصر داخل شرنقة الحرب، وحفرة الموت التي لم تسمح لنا بالتعبير عن طموحات ثورتنا، أحلامنا، أفق مستقبلنا، نوعية الشراكة التي نرجوها مع الآخر، وبقية العالم الذي بدا وكأنه يستمتع بما يحدث لنا، وفي بلدنا.
هذه الحفرة التي أُدخلنا، فيها وحشرنا في زواياها؛ من دون إرادة منا.
ولكن أُريد لنا أن نتجرع الموت نيابةً عن الجميع في الإقليم والعالم، وأن نكون أداة القتال وضحيتها.
(لابأس من أجل عيونك يا حبيبي أموت كي تعيش أنت!!!) أهكذا رُسخت القناعة لديكم؟.
إذا كان الأمر هكذا فإنها والله قوانين جائرة تلك التي تقضي بفناء حضارة عمرها 7000 سنة في سبيل سراب اسمه خوف البعض وهماً منا، أو احتقار البعض لشأننا، أو انتقاص لإسهامنا في حضارة العالم الجديد، فقط لأننا لم نستطع استثمار خيرات أرضنا، وقدرات وطننا، والسبب ببساطة يكمن في عدم توفيقنا في اختيار من يستطيع قيادة السعيدة، وإتاحة الفرصة لأبنائها للعمل بأمان؛ ليُفجروا طاقاتهم وقدراتهم خدمة لأرضهم والعالم.
ها هي اليمن العزيز تمضي من حربٍ إلى حربٍ أخرى، ومن الدمار إلى الموت، إن لم يكن برصاص الحرب، فبكورونا، أو بالكوليرا، أو بالجوع، وغيرها من الآلام، والكوارث التي إن لم يأتي بها الزمان، فسوف يتكفل بها الأخ، أو الصديق.
أرى أن العالم المتحضر، والمتخلف ممثلاً بالأمم المتحدة قد استمرئ الحقد علينا، وبلدنا؛ فهو ببساطة جاهز لتسطير كل أدوات الموت، ويتمنع عن الاسهام الفاعل في إيقاف متسببات الفناء لبلدنا!!!.
ترى ماذا يُريد العالم الحاقد منا؟.
أكثر من 50% من اليمنيين معرضون للموت جوعاً، وعلى المدى القريب قد تصل النسبة إلى 85% فضلاً عن بؤس الأمراض، والحرب التي تشتعل فقط من أجل تجربة أسلحة الحاقدون علينا.
ها هي السعيدة تُجزأ، وتُمزق، ويُحاول البعض أن يغتنم منها ما يستطيع ليُدخلها جيبه، وفي حسابات خريطته.
والعالم البائس ينتظر نهاية الفلم بالقضاء على مستقبلنا.
لأنه لم يعُد يتذكر، قيم الديانات، أو يتذكر معاني الإنسانية في الحب، والسلام؛ فما عاد في حساباته، ونظمه، وقوانينه غير الربح، ولو عبر تصدير الموت.
د. أحمد عتيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق