بين المسافات، وارتشاف قهوةِ أُمي؛ تضل الطريق؛ عن ناظري، فأرجعُ إلى حزني الماكث فيّ، يعلل ضياعي بطموحي إلى الضوء، وحضن الحبيب..
يُخاطبني: أنت الغريب، والسجين، والطليق، وأنت الممزق
بين ماضيك المجيد، وحاضرك الصفيق..
أنت المُدلَل بالوهم، المُكلَل بالخيبات؛ عن صُحبةٍ
فارقوا حُلمَك، ووطنٍ يحتضر، بين آهات، الأرامل، والثكالى، وحاملات الحُب، والوطن
الأنيق..
أما ترى؟؟؟ أنهم قد ألهبوا الدم، وأخرجوا من الحشى الأمل
القادم، وذبحوا أُمهُ على قارعةِ الطريق..
أما تشاهد رقَصاتهِم؛ فرحاً برصاصاتهم، تغتال الجمال
الأمين؟؟؟، وتحصِد حُباً أينعَ في ربى الوطن الشامخات، وفي كُراسةِ طفلٍ؛ قد تهيئ
لاستماع الدرس عن مُستقبلٍ ينزف، وكيف الخلاص من الجُرح، والحقد الدفين؟؟؟
أما سمعتَ عن طُفلٍ اُغتيلَ والرغيف؛ الذي يقهر به جوع
أختهُ، في وضح النهار، والكاميرات تفخر أنها أول ناقلات الموت، تُصور الدم
المسفوح، وصرخة الأرض، والدُموع؛ تحكي الانكسار؟؟؟
أما زلت لا تدري؛ أننا صِرنا قصص الأخبار، وعناوين
الجرائد، ومادة اليوم، وغداً، للتسلّي، وكسر الملل، وهم يشربون نُخبَ انتصارهم على
أنين أحلامنا، وابتسامات أطفالنا لإشراقة الشمس، في الفجر البعيد؟؟؟
هل ما تزال تحلُم بالصفحةِ البيضاء؛ التي ينقشها ابنك عن
راياتنا، عند أن غزت الآفاق، وأبطالنا حين حملوا الورد، وابتساماتهم تزرع الأمل في
عَينَي، الأسير، الحزين؟؟؟
أحرارِنا توزعتهم الأُمنيات في استعادةِ خُضرةُ وِديانِنا،
وأحلام الأجنةِ في أن يسمعوا قِصص الجدات عن ماضينا الكريم، وأشواق العذارى، لصدور
الأُمهات، وعودت الحبيب الجريح؛ خافوا من الخُذلان والوعد السقيم، ونساءنا جفت أحبار
دموعهِن، والأمل ما يزال مختبئً خشيةَ أن يغتاله زبانية الموت؛ الساخرون من الحُب،
وعبير الحياة، وترانيم الشجر..
د. أحمد عتيق
2 ديسمبر 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق