السبت، 14 نوفمبر 2015
محاضرة وسائل جمع البيانات ,اولاً الملاحظة :
الملاحظة observation
الملاحظة وسيلة هامة من وسائل جمع البيانات. استخدمت في الماضي كما تستخدم في الحاضر لما لها من أهمية في الدراسة والبحث. وقد لجأت إليها الشعوب البدائية كما تلجأ غليها الشعوب المتحضرة لجمع المعلومات عن الأشياء والمواقف المحيطة بهم، وللتعرف على ظواهر الحياة ومشكلاتها. ولكن الملاحظة العلمية تختلف اختلافاً كبيراً عن الملاحظة غير العلمية. وقد سبق أن أشرنا إلى أن الملاحظة التي كانت تقوم بها الشعوب البدائية من النوع البسيط الساذج الذي لا يهدف إلى الكشف عن حقيقة علمية محددة، أو غاية نظرية واضحة، وأدخلنا ذلك النوع من الملاحظة في نطاق المعرفة التجريبية التي وصفناها بأنها تقف عند بعض المواقف العلمية المحدودة والتي تبدو قاصرة تماماً في محيط التفكير النظري ومحاولة تفسير الظواهر وتعليلها بعكس الملاحظة العلمية. ثم أن تدخل العقل يكون بسيطاً في الملاحظة الساذجة بخلاف الحال في الملاحظة العلمية التي يقوم فيها العقل بنصيب كبير في ملاحظة الظواهر وتفسيرها وإيجاد العلاقات القائمة بينها، هذا بالإضافة إلى أن الملاحظة العلمية لا تقتصر على مجرد الحواس، بل تستعين بأدوات علمية دقيقة للقياس ضماناً لدقة النتائج وموضوعيتها من ناحية، وتفادياً لقصور الحواس من ناحية أخرى.
هذا وقد كان لعلماء الانثروبولوجيا في العصر الحديث فضل كبير في لفت أنظار الباحثين الاجتماعيين في الفروع الأخرى إلى أهمية الملاحظة كوسيلة هامة من وسائل جمع البيانات، وكان لخصوبة المادة العلمية التي جمعوها عن الشعوب البدائية أثر كبير في توجيه أذهان الباحثين الاجتماعيين إلى استخدام نفس الأسلوب في البحث وخاصة في دراسة الجماعات الصغيرة.
وتتميز الملاحظة عن غيرها من أدوات جمع البيانات بأنها تفيد في جمع بيانات تتصل بسلوك الأفراد الفعلي في بعض المواقف الواقعية في الحياة بحيث يمكن ملاحظتها دون عناء كبير أو التي يمكن تكرارها بدون جهد، ثم إنها تفيد أيضاً في جمع البيانات في الأحوال التي يبدي فيها المبحوثون نوعاً من المقاومة للباحث ويرفضون الإجابة على أسئلته. ومما يزيد في أهمية الملاحظة أن الباحث يستطيع أن يستخدمها في الدراسات الكشفية والوصفية والتجريبية، وتجميع بيانات لها أهميتها بالنسبة لكل نوع من أنواع الدراسة.
ومع أهمية الملاحظة، إلا أن هناك بعض الحالات التي لا يتيسر فيها استخدام هذه الوسيلة في البحث وهي الحالات الماضية، وكذلك الحالات التي يرغب فيها الباحث في دراسة أنواع معينة من السلوك كالسلوك الجنسي أو بعض الأزمات والخلافات الأسرية، وكذا المواقف التي يصعب فيها على الباحث ان يتنبأ بأنواع السلوك المطلوب دراستها.
هذا وقد دلت الدراسات المختلفة على أن الملاحظة الدقيقة المثمرة ليس بالامر الهين اليسير. وللتدليل على ذلك نضرب المثال التالي:
في احد اجتماعات مؤتمر علم النفس الذي عقد بمدينة "جوتنجن" اقتحم القاعة فجأة رجل يطارده آخر ممسكاً بمسدس. وبعد تصارعا في وسط القاعة انطلقت رصاصة، ثم أسرع الرجلان بالخروج بعد حوالي عشرين ثانية من دخولهما، وفي الحال طلب رئيس الجلسة إلى الحاضرين كتابة تقرير مفصل عما شاهدوه. وكانت هذه الحادثة قد دبرت من قبل، وتدرب عليها الرجلان دون علم أعضاء المؤتمر. وقد قدم المشتركون في المؤتمر أربعين تقريراً عن الحادث وبقراءة التقارير المقدمة عن الحادث وتحليلها وجد انها مليئة بالأخطاء، ولم يكن هناك سوى تقرير واحد نسبة أخطائه فيما يتعلق بوقائع الحادث الرئيسية أقل من عشرين في المائة، بينما تراوحت نسبة الأخطاء في أربعة عشر تقريراً بين عشرين وأربعين في المائة، وزيدت في خمسة وعشرين تقريراً على أربعين في المائة. وقد أمكن الحصول على هذه النتيجة على الرغم من أن الحادثة كلها استغرقت وقتاً قصيراً، وكانت ملفتة بدرجة تكفي لجذب انتباه الحاضرين كما أن تفاصيلها سجلت حال وقوعها بواسطة أشخاص مدربين على الملاحظة العلمية. ولم يكن واحداً منهم مشتركاً اشتراكاً فعلياً فيها. وقد اعتاد علماء النفس إجراء تجارب من هذا النوع، وهي تكاد تسفر دائماً عن نتائج مشابهة.
ومما يزيد في صعوبة الملاحظة أن الحواس كثيراً ما تخدع الباحث عن رؤية الأشياء كما حدثت فعلاً مثال ذلك ما يأتي:
كان أحد أساتذة كلية الطب يلقي محاضرة على الطلبة، فأحضر عينة من البول السكري، ثم غمس فيه أحد أصابعه لكي يتذوقه. وبعد ذلك طلب إلى جميع الطلبة أن يكرروا ما فعله، فقاموا به على مضض، وبعد انتهاء التجربة اتفق الطلاب جميعاً على أن البول السكري حلو المذاق. فما كان من الطبيب إلا أن ابتسم قائلاً: لقد فعلت ذلك لأعلمكم الدقة في الملاحظة. فلو انكم راقبتموني بعناية، لكان من الممكن أن تلاحظوا أنني غمست إصبعي الأول في البول، بينما وضعت اصبعاً آخر في فمي.
وكثيراً ما يكون العقل نفسه مصدر الخطأ في عملية الملاحظة إذ أنه يحاول ملئ الثغرات _دون وعي_ وفقاً للخبرة والمعرفة السابقة. وإذاً يقول جوته "أننا لا نرى إلا ما نعرفه".
وقد لا يلاحظ الانسان من الظواهر إلا ما يتصل باهتمامه أو ما يتفق مع اتجاهاته وأغراضه.
ويحدث ايضاً أن يخلط العقل بين الفكرة والواقعة بمعنى أن الوقائع قد لا تظهر كما هي، بل يحيلها العقل إلى أفكار مجردة. وهذه الأفكار قد لا يكون لها أصل في الواقع، فتكون من خلقه هو.
وعلى هذا فإن من الضروري أن يهتم الباحث باختيار وتدريب القائمين بالملاحظة حتى يستطيع الحصول على بيانات علمية بالمعنى الدقيق. وينبغي على الباحث ان يحدد منذ البداية ما يأتي:
1_ الوقائع التي يجب ملاحظتها.
2_ كيفية تسجيل الملاحظات.
3_ الإجراءات التي يجب اتخاذها للتأكد من دقة الملاحظة.
4_ نوع العلاقة التي يجب أن تقوم بين الملاحظ والوقائع الملاحظة، وكيفية تكوين هذه العلاقة.
وليس من شك في ان التحديد الدقيق للنقاط الأربعة السابقة يختلف تبعاً لنوع الدراسة. فالدراسات التجريبية تستلزم أكبر قدر من الدقة، على حين ان البحوث الكشفية تتطلب نوعاً من المرونة، أما الدراسات الوصفية فيمكن أن تقف موقفاً وسطاً بين الاثنين.
_ أساليب الملاحظة:
للملاحظة أساليب متعددة، يتداخل بعضها في بعض، ويختلف بعضها عن بعض. ويمكن تصنيف هذه الأساليب على الرغم من تعددها في فئتين عريضتين هما: الملاحظة البسيطة، والملاحظة المنظمة. ونعرض لهما فيما يلي:
1_ الملاحظة البسيطةsimple observation :
يقصد بالملاحظة البسيطة ملاحظة الظواهر كما تحدث تلقائياً في ظروفها الطبيعية دون اخضاعها للضبط العلمي، وبغير استخدام أدوات دقيقة للقياس للتأكد من دقة الملاحظة وموضوعيتها.
ويستخدم أغلب الناس هذا الأسلوب في التعرف على ظواهر الحياة المحيطة بهم، كما يستخدمه الباحثون الاجتماعيون في الدراسات الاستطلاعية لجمع البيانات الأولية عن جماعة معينة من الناس في بيئة معينة وتحت ظروف معينة من حيث أوجه نشاطهم، وطرق معيشتهم كدراسة أوجه النشاط التي يمارسها طلبة مدرسة من المدارس، أو أنواع العلاقات التي تقوم بين جماعة من العمال في احد المصانع، أو دراسة حياة المهاجرين من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية أو ملاحظة أوجه النشاط التي يمارسها الأهالي في حي من الأحياء. ويستخدم هذا الأسلوب أيضاً في كثير من ميادين علم نفس الطفل وعلم نفس الشواذ. ففي علم نفس الطفل مثلاً يقوم الباحث بملاحظة ألعاب الطفل في فترات مختلفة ليتبين ما يعتري هذه الألعاب من متغيرات، كما يلاحظ نمو اللغة عند الأطفال في مراحل السن المختلفة، وفي علم نفس الشواذ يقوم عالم النفس بملاحظة الأنواع المختلفة لاضطراب الشخصية، والظروف التي تساعد على انتشار الامراض النفسية والعقلية تمهيداً لدراستها دراسة اكثر تعمقاً وضبطاً.
ويمكن ان تتم الملاحظة بإحدى طريقتين:
أ_ الملاحظة بدون المشاركة:
وهي التي يقوم فيها الباحث بالملاحظة دون أن يشترك في أي نشاط تقوم به الجماعة موضوع الملاحظة. وغالباً ما يستخدم هذا الأسلوب في ملاحظة الأفراد أو الجماعات التي يتصل أعضاؤها ببعض اتصالاً مباشراً. ومن مزاياه أنه يهيئ للباحث فرصة ملاحظة السلوك الفعلي لجماعة في صورته الطبيعية وكما يحدث فعلاً في مواقف الحياة الحقيقية. كما انه يجنب الباحث الأخطاء التي قد يقع فيها لو انه استعان بأداة أخرى لجمع البيانات كالاستبيان، إذ ان المبحوث قد لا يعبر عن رأيه تعبيراً صريحاً، فيعطي الإجابات التي يظن أن الباحث يريدها أو يتوقعها.
ب_ الملاحظة بالمشاركة:
وهي التي تتضمن اشتراك الباحث في حياة الناس الذين يقوم بملاحظتهم ومساهمته في أوجه النشاط التي يقومون بها لفترة مؤقتة وهي فترة الملاحظة. ويستلزم هذا النوع من الملاحظة أن يصبح الباحث عضواً في الجماعة التي يقوم بدارستها وأن يساير الجماعة ويتجاوب معها، وان يمر في نفس الظروف التي تكر بها، ويخضع لجميع المؤثرات التي تخضع لها. ولا يكتشف الباحث عن نفسه أو يفصح عن شخصيته ليظل سلوك الجماعة تلقائياً بعيداً عن التصنع والرياء. وقد يفصح عن شخصيته، ويكشف عن غرضه، وبمرور الوقت يألفه أفراد المجتمع، ويصبح وجوده أمراً طبيعياً.
وقد شاع استخدام أسلوب الملاحظة بالمشاركة في ميدان الانثروبولوجيا الاجتماعية في دراسة الوحدات الاجتماعية الصغيرة كالأسرة والقبيلة، وفي دراسة الوحدات الكبيرة كالقرية والمدينة. ومن الدراسات التي استخدم فيها هذا الأسلوب دراسة "ميدلتاون" التي أجراها "روبرت ليند وهلين ليند" التي سبقت الإشارة إليها فقد استخدم الباحثان أسلوب الملاحظة بالمشاركة في دراستهما لمجتمع مدينة "ميدلتاون" وكانا يجمعان البيانات من جميع الأفراد على اختلاف أوضاعهم الطبقية، ومستوياتهم الاجتماعية، وكانا يلاحظان السلوك الفعلي للأفراد في المصانع والكنائس والمدارس والمحاكم والنوادي والطرق، وكانا يحضران الحفلات العامة ويستمعان إلى المحاضرات العلمية والأدبية في الأندية الثقافية المختلفة، ويتناقشان مع الأهالي في مختلف المسائل التي تهم المجتمع.
واستعان "كوديل" وهو من علماء الانثروبولوجيا الاجتماعية بأسلوب الملاحظة بالمشاركة في دراسته للعلاقات الإنسانية داخل إحدى مستشفيات الامراض العقلية بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث قام متخفياً في دور مريض، وعاش مع المرضى والأطباء لمدة شهرين دون علم المرضى والأطباء.
واستخدم "نلز اندرسونnels Anderson" نفس الأسلوب في دراسته "للهوبو hobo" فاختلط بهم فترة طويلة في الاحراش خلال أوقات العمل وأوقات الفراغ، وتمكن من الحصول على بيانات متعلقة بأساليب حياتهم وعاداتهم ومعتقداتهم.
وفي دراسة أخرى عن حياة الموسيقيين قام أحد الباحثين بدور لاعب البيانو.
وفي جمهورية مصر العربية استخدم الدكتور احمد أبو زيد أسلوب الملاحظة بالمشاركة في دراسته التي اجراها لظاهرة الثأر في قرية بني سميع، مركز أبي تيج، إحدى قرى الصعيد، سنة 1958.
وتستلزم الملاحظة بالمشاركة أن تكون الطريقة التي يقدم بها الباحث نفسه لافراد الجماعة مقبولة لأن أقل خطأ يقع فيه قد يؤدي إلى اخفاقه في مهمته، وفشله في إجراء دراسته، ففي مواقف المقابلة مثلاً قد يفشل الباحث في الحصول على بيانات من احد المبحوثين، فيستعيض عنه بغيره، ولكن الامر يصبح متعذراً بالنسبة لمجتمع بأسره.
وكثيراً ما تكون المجتمعات المحلية منقسمة على نفسها، وفي هذه الحالة ينبغي على الباحث ألا يظهر بمظهر المتحيز لإحدى الجماعات، فإذا كان الباحث يجري دراسة في داخل الأحياء الوطنية في مدينة ما، أو يقوم ببحث في إحدى القرى أو في أحد المصانع، فإن من الضروري أن يكون حريصاً في اتصالاته حتى يضمن تعاون الجميع معه في البحث، وحتى تكون البيانات التي يحصل عليها بعيدة عن التحيز. فقد لوحظ في إحدى الدراسات مثلاً أن الباحث كون علاقات قوية بأصحاب العمل دون العمال، ولذلك كانت النتائج التي توصل إليها غير صادقة.
ومن الضروري ايضاً ان يحدد الباحث منذ البداية درجة المشاركة التي يتطلبها البحث. فقيامه بدور معين في المجتمع قد لا يسمح له بالحصول على بيانات من أفراد في مركز أعلى أو أدنى من المركز الذي يشغله، ولذا ينصح بعض المشتغلين بمناهج البحث بعدم مشاركة الباحث في نشاط المجتمع مشاركة كاملة وبضرورة إعلانه عن نفسه وإفصاحه عن شخصيته حتى يستطيع أن يجمع بيانات من أفراد الجماعة على اختلاف أوضاعهم ومستوياتهم، كما يسمح بتوجيه ما يشاء من الأسئلة، لان المفروض أنه لا يعرف شيئاً عن الجماعة التي يقوم بدراستها، هذا بالإضافة إلى أن القائم بدور في الجماعة قد لا يستطيع أن يكون صورة متكاملة عنها بالدرجة التي يستطيعها العضو الذي لا يشترك في نشاط الجماعة اشتراكاً كاملاً، فالمتفرج يستطيع أن يلاحظ ما لا يلاحظه اللاعب، ثم ان هناك مواقف تصبح فيها المشاركة الكاملة أمراً عسيراً كاشتراك الباحث في إحدى العصابات ومساهمته في نشاطها.
ولا يعني هذا أن المشاركة الكاملة غير مرغوب فيها دائماً، فهي ولا شك تسمح للباحث بملاحظة السلوك بصورة أكثر تلقائية وبدرجة أبعد ما تكون عن التصنع والزيف والرياء، ثم إنها تهيئ للباحث فرصة التعمق في فهم مختلف المؤثرات التي تخضع لها الجماعة. ويستطيع الباحث ان يحدد درجة المشاركة المرغوب فيها بالنسبة للمشكلة التي يدرسها، والظروف التي يمكن أن يعمل في ظلها، وترى جاهودا ان المشاركة الكاملة تكون ملائمة في حالتين هما حالة ما إذا كان المجتمع موضوع الملاحظة غير مألوف للقائم بالملاحظة، وحالة إذا ما كان المجتمع مألوفاً تماماً لديه لدرجة تصعب معها الملاحظة إذا لم يتعمد القيام بدور مختلف يساعد على تنبيهه إلى ما قد لا ينتبه إليه في حياته اليومية.
_ موضوعات الملاحظة:
يستعان بالملاحظات البسيطة في الدراسات الاستطلاعية، ولذا فإن الموضوعات التي تنصب عليها يجب أن تتميز بالمرونة والشمول وعدم التحديد الدقيق. فلدراسة ظاهرة من الظواهر يتعين على الباحث ان يتجه أولاً إلى جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات، وذلك عن طريق ملاحظة جميع الظروف المحيطة بالظاهرة، ثم يتجه بعد ذلك إلى تضييق نطاق ملاحظاته، فيقصرها على المواقف التي تهمه فقط. فإذا أراد الباحث مثلاً أن يدرس العلاقات الاجتماعية بين العمال في أحد المصانع، فإنه قد يبدأ بالذهاب إلى المصنع، ويتجول بين الأقسام، ويلاحظ العمال في عملهم أو في فترات الراحة، وقد يحضر اجتماعات مجلس الإدارة، وفي ضوء الملاحظات الأولى التي يقوم بها يمكنه أن يحدد الموضوعات التي تهمه، والمواقف التي تعنيه اكثر من غيرها ليقصر عليها ملاحظاته التالية.
وعلى الرغم من الملاحظة البسيطة يعوزها التحديد الدقيق، إلا أنها تتحدد إلى حد ما، بالمشكلة موضوع الدراسة، والموقف الاجتماعي الذي يحيط بها. ويتضمن هذا الموقف ابعاداً رئيسية، وما على الباحث إلا أن يختار من بينها ما يتناسب مع اهداف دراسته. ونعرض فيما يلي لهذه الأبعاد كما تقترحها سيللتيز:
1_ المشتركون:
من هم؟ وينبغي على الملاحظ أن يحصل على بيانات متعلقة بالأفراد من ناحية السن والجنس. ووضع الفرد في الموقف الذي يخضع للملاحظة، ومكانة الفرد نفسه في المجتمع والادوار التي يقوم بها، والصلة التي تربط بين الأعضاء، هل هم غرباء عن بعض، هل سبق لهم التعارف؟ هل هم أعضاء في جماعة واحدة؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما طبيعة هذه الجماعة، وكم عدد المشتركين؟ وما درجة الاختلاط او العزلة التي تنشأ بينهم؟.
2_ المكان:
ما نوع المكان الذي يحدث فيه الموقف الاجتماعي؟ تقاطع شارع، مطعم، مدرسة رياض أطفال؟... وأي نوع من السلوك يمكن أن يتناسب مع المكان؟.
3_ الهدف:
هل اجتمع الأفراد لغرض معين، أم اجتمعوا مصادفة؟ ولو كانت هناك أهداف محددة فما هي؟ اشتراك في مناسبة، اشتراك في مناسبة دينية، اجتماع إحدى اللجان، اشتراك في حفلة؟.
وكيف يستجيب الأفراد بالنسبة للهدف الذي اجتمعوا من اجله؟ تقبل؟ إعراض؟ وهل هناك أهداف أخرى بالإضافة إلى الهدف الأصلي يسعون إلى تحقيقها؟ وهل تتفق أهداف ورغبات الأفراد مع بعضها أم تتعارض؟
4_ سلوك الافراد الاجتماعي:
ماذا يفعل المشتركون؟ كيف يتصرفون؟ ومع من؟ وبأي الأساليب؟
وبالنسبة للسلوك الاجتماعي يجب أن يهتم الملاحظ بما يأتي:
أ_ ما هو الحادث المنبه أو الظروف المثيرة للسلوك؟ وهل كان سلوك الأفراد عن قصد؟ أم استجابة لظرف طارئ؟
ب_ ماهي الأسباب الظاهرة للسلوك؟
ج_ من هم الأفراد الذين كانوا هدفاً للسلوك؟
د_ ما نوع النشاط المرتبط بالسلوك؟ حديث، جري، إشارة، جلوس.
هـ_ ما هي الميزات العامة لهذا السلوك؟ ومدى استمراره، غرابته، وبعده عن المألوف، تأثير؟
و_ ما هي الآثار المترتبة عليه؟ وما نوع السلوك الذي يتطلبه من الآخرين؟
5_ انتظام وتواتر الموقف الاجتماعي:
متى حدث هذا الموقف؟ وما المدة التي استغرقها؟ وهل هو موقف اجتماعي عادي متكرر او موقف فردي فريد في نوعه؟ وما درجة تواتر الموقف؟ وما الظروف التي تساعد على حدوثه؟ وهل يعتبر الموقف نموذجاً للمواقف المشابهة؟ وإلى أي مدى؟
_ تسجيل الملاحظة البسيطة:
يتفق أغلب المشتغلين بمناهج البحث على أن من الأفضل أن يسجل الباحث ملاحظاته في نفس الوقت الذي تجري فيه الملاحظة حتى تقل احتمالات التحيز وضماناً لعدم النسيان. فبعض الأمور تضيع من الذاكرة عن طريق النسيان وبعضها الآخر قد تحرفه الذاكرة عامدة أو غير متعمدة. وقد يعتقد البعض أن المسائل الهامة لا تضيع أبداً من الذاكرة. ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح. فكم من أمور يراها الانسان أو يسمع عنها، وتكون لها أهميتها في حينها ثم تضيع بعد ذلك في غياهب النسيان، وقد يقرأ الفرد ما كتبه عنها وقت حدوثها فتبدو امامه كما لو كانت جديدة يسمع عنها أو يراها لأول مرة.
ويعارض البعض في تسجيل الملاحظات في حينها لأن ذلك قد يضايق الأفراد الذين تجري عليهم الملاحظة او يثير شكوكهم، كما ان انهماك الملاحظ في التسجيل كفيل بأن يشتت انتباهه بين الملاحظة والتسجيل فتضيع منه حقائق قد تكون على جانب كبير من الأهمية. ومن الممكن في مثل هذه المواقف التي يصعب فيها التسجيل أمام الأفراد موضوع الملاحظة أن يكتفي الباحث بكتابة بعض الكلمات أو النقاط الرئيسية على بطاقة خاصة معدة لهذا الغرض دون ان يثير انتباه أحد. وقد يترك الباحث موقف الملاحظة لفترة قصيرة يسجل فيها ملاحظاته بصورة أوفى ثم يعود لاستئناف ملاحظاته إذا لم يكن ذلك يؤثر على النتائج التي يحصل عليها.
ويختلف أسلوب التسجيل من باحث لآخر، إلا أن من الضروري ان يكون هناك أسلوب متفق عليه. وهناك طريقتان يمكن استخدامهما للتسجيل:
أ_ التسجيل الزمني للحوادث. أي ترتيبها بالنسبة لزمن حدوثها. ويمكن أن يتم بالصورة التي نقترحها فيما يلي:
الوقت الملاحظات تفسير الملاحظات
10,00 ......... .........
10,15 ......... .........
10,30 ......... .........
10,45 ......... .........
11,00 ......... .........
ب_ تنظيم المادة الملحوظة في موضوعات أو فئات معينة. ومن الأفيد أن يعد الباحث قائمة بالموضوعات أو الفئات التي يمكن استخدامها قبل ابتداء الملاحظة حتى يسهل عليه التسجيل وحتى لا يفوته شيء له أهميته.
ويستحسن دائماً ان يجمع الملاحظ بين الطريقتين في التسجيل. ولضمان دقة التسجيل ينبغي مراعاة ما يلي:
1_ عدم الخلط بين الحوادث الملحوظة وبين التفسيرات الشخصية حتى لا تختلط الحقائق الموضوعية بالجوانب الذاتية.
2_ يفضل ان يكون هناك اكثر من ملاحظ يستخدمون نفس النظام في التسجيل للمقارنة بين ما سجلوه من ملاحظات، واستبعاد ما لا يتفق عليه من بيانات أو تفسيرات.
3_ الاهتمام بتسجيل جميع التفاصيل. فالأمور التي تبدو امام الباحث غير مألوفة في بداية الملاحظة تصبح مألوفة لديه بمرور الوقت. ولذا يجب العناية بتسجيلها قبل أن تفقد دلالتها وتصبح في نظره أمراً عادياً روتينياً.
4_ العناية بتحليل الملاحظات أولاً بأول. فقد يتبين للباحث أن ملاحظاته لا تحيط بجميع جوانب الموقف، وفي هذه الحالة يمكنه أن يضيف فئات جديدة إلى الفئات التي سبق تحديدها ليجمع عنها بيانات قبل انتهاء الموقف الذي يخضع للملاحظة.
5_ عرض البيانات التي سجلها الباحث على أفراد يهمهم موضوع الدراسة والاستفادة بما يبدونه من ملاحظات في تعديل مواقف الملاحظة، أو حصرها في موضوعات رئيسية.
2_ الملاحظة المنظمة systematic observation:
يختلف أسلوب الملاحظة المنظمة عن أسلوب الملاحظة البسيطة اختلافاً يباعد بينهما من حيث الضبط العلمي والتحديد الدقيق. فالملاحظة المنظمة تخضع للضبط العلمي سواء أكان ذلك بالنسبة للموقف الذي تجري فيه الملاحظة، كما أنها تنحصر في موضوعات محددة سلفاً، وتقتصر على إجابة الأسئلة أو تحقيق الفروض التي وضعها الباحث. ويشيع استخدام هذا الأسلوب في الدراسات الوصفية والدراسات التي تختبر فروضاً سببية، لما تتميز به الملاحظة المنظمة من دقة وعمق وتركيز على حين أن أسلوب الملاحظة البسيطة لا يستخدم إلا في الدراسات الاستطلاعية كما ذكرنا سابقاً.
وتتم الملاحظة المنظمة إما في مواقف طبيعية بالنسبة لأفراد البحث وذلك ينزول الباحث بنفسه إلى حيث تجري الظاهرة التي يدرسها على طبيعتها أو بملاحظة الظاهرة في جو المعمل الصناعي، وكلما كان الموقف طبيعياً كانت النتائج أدق لأن كثيراً من الظواهر يتغير إذا لوحظ في جو المعمل الصناعي.
وتتم الملاحظة المنظمة بالمشاركة أو بدون مشاركة من جانب الباحث، وفي الملاحظة بدون مشاركة قوم الباحث بالاختباء وراء شاشة بصرية يستطيع من خلالها أن يرى الأشخاص الذين تجري عليهم عملية الملاحظة دون أن يتمكن هؤلاء من رؤيته. أما في الملاحظة المشاركة فإن الباحث لا يستطيع أن يخفي حقيقة مهمته وهي القيام بالبحث. ومن الضروري أن يقدم نفسه للجماعة قبل بداية الملاحظة بطريقة مقبولة وأن يشرح الهدف الرئيسي من البحث.
وفي الإعداد للملاحظة ينبغي تحديد فئات الملاحظة تحديداً دقيقاً بحيث يمكن تصنيف الظواهر الملحوظة وفقاً لها، وليتسنى للقائم بالملاحظة جمع البيانات المتصلة بموضوع البحث فقط والتي يمكن أن تؤيد أو تكذب صحة الفرض الذي وضعه. كما ينبغي تحديد وحدات الملاحظة. والوحدة عبارة عن جملة بسيطة يمكن نسبتها إلى إحدى الفئات، أما الجمل المركبة فإنها تشتمل في الغالب على اكثر من وحدة. ولذا فإن من الضروري تحديد حجم وحدة السلوك الذي يصنف في فئة، فقد يتراوح الحجم من فعل واحد يقوم به فرد واحد إلى كل الأفعال التي يقوم بها الفرد خلال زمن الملاحظة.
ولما كانت الملاحظة عملية انتقائية بمعنى أن العقل لا يلاحظ من الظواهر إلا ما يتفق مع رغباته واتجاهاته، ويستبعد الوقائع التي لا تتمشى مع هذه الرغبات والحاجات، فإن من الضروري العمل على ضمان دقة الملاحظات وسلامتها. ولذا يستعان في الملاحظة المنظمة بعدد من الإجراءات، سنشير إليها في الفقرة التالية للتأكد من دقة الملاحظات، والبعد بها عن عوامل التحيز والانحراف.
وتستلزم الدقة العلمية القيام بتسجيل الملاحظات المنظمة في حينها للتقليل من احتمالات التحيز، وضماناً لعدم النسيان، وليس التسجيل أمراً هيناً بل يحتاج إلى تدريب وإعداد ويقظة من جانب الباحث. وتنطبق الكثير من الملاحظات التي سبق ذكرها فيما يتصل بتسجيل الملاحظة المنظمة يكون قد سبق تحديده تحديداً كافياً فإن تسجيل دقائق الملاحظة وتفاصيلها يمكن أن يتم في ضوء الوحدات والفئات التي سبق تحديدها قبل البدء في عملية الملاحظة.
_ الوسائل المستخدمة في الملاحظة المنظمة:
يستعان في الملاحظة المنظمة بعدد من الإجراءات والوسائل التي تعين على الوصول إلى أكبر قدر ممكن من الدقة العلمية، وتساعد على قياس عناصر الملاحظات بصدق. ومن امثلة هذه الوسائل المذكرات التفصيلية، والصور الفوتوغرافية ، والخرائط واستمارات البحث. كما يستعان أيضاً بنظام الفئات ومقاييس التقدير والمقاييس السوسيومترية. وتشترك الملاحظة البسيطة مع الملاحظة المنظمة في استخدامها للمذكرات والصور والخرائط في حين ان الملاحظة المنظمة تنفرد باستخدامها للمقاييس السابق ذكرها.
ونشير فيما يلي إلى هذه الوسائل بإيجاز:
1_ المذكرات التفصيلية:
يستلزم التسجيل الدقيق لموضوعات الملاحظة تدوينها أولاً بأول في مذكرات وافية تشتمل على دقائق الموقف الاجتماعي. ويمكن عن طريق هذه المذكرات فهم الظواهر والوقوف على العلاقات القائمة بين أجزائها، كما يمكن الاستعانة بها والاستفادة منها في مواقف الملاحظة المتشابهة.
2_ الصور الفوتوغرافية:
يستخدم التصوير الفوتوغرافي في تحديد جوانب الموقف الاجتماعي كما يبدو في صورته الحقيقية لا كام يبدو أمام الباحث، وهو يجنب الملاحظ الخطأ الذي قد يحدث نتيجة لاختيار العقل للوقائع التي تتمشى مع رغباته وحاجاته دون غيرها، كما أنه يسجل جميع التفاصيل المتعلقة بالظاهرة موضوع الدراسة والتي قد يغيب بعضها عن ذهن الملاحظ.
فإذا أراد الباحث مثلاً أن يدرس الحياة الاجتماعية لإحدى الجماعات فإنه يستطيع أن يلتقط مجموعة من الصور تبين طرق العمل ونظام المعيشة ووسائل قضاء وقت الفراغ، وأنواع العلاقات القائمة بين الأفراد، وشكل المساكن، وما إلى ذلك من جوانب البحث.
وتفيد الصور الفوتوغرافية ايضاً في توضيح مدى التغير الذي يطرأ على حياة الأفراد والجماعات. فلدراسة أحوال العمال المهاجرين إلى المناطق الحضرية مثلاً يستطيع الباحث أن يبين مدى التغير الذي يطرأ على العمال وعلى أنظمة حياتهم بالرجوع إلى مجموعات من الصور تمثل حياتهم في المناطق التي هاجروا منها والمناطق التي هاجروا إليها حسب ترتيبها الزمني.
3_ الخرائط:
توضح الخرائط بدقة العلاقة بين البيئة الجغرافية وبين التنظيمات الاجتماعية القائمة بالمجتمع موضوع الدراسة، كما تصور كثيراً من الجوانب التي تهم الباحث الاجتماعي كتوزيع السكان بالنسبة إلى توزيع الموارد لطبيعة وأماكن التجمعات السكانية، وتوزيع المؤسسات الاجتماعية، ودرجة تركز المشكلات الاجتماعية في المناطق الجغرافية.
4_ استمارات البحث:
تصمم استمارات البحث بحيث تحتوي وحداتها على العناصر الرئيسية والفرعية للظاهرة التي تخضع للملاحظة، فتهيئ للقائمين بالملاحظة فرصة استيفاء البيانات المتعلقة بهذه العناصر دون غيرها بطريقة موحدة.
وتفيد استمارات البحث في ان الملاحظات المدونة بها يمكن تجميعها في رتب ومجموعات يسهل تحويلها إلى بيانات رقمية قابلة للتحليل والتفسير في سهولة ويسر.
5_ نظام الفئاتctaegory system:
سبقت الإشارة إلى أن القائم بالملاحظة المنظمة يعمد إلى تصنيف السلوك في فئات تساعده على ان يصف الموقف الاجتماعي بصورة كمية.
ويبدأ الباحث عادة وفي ذهنه عدد كبير من الفئات ثم يضعها تحت الاختبار لاستبعاد بعضها واستبقاء البعض الآخر. والفئة عبارة تصف طبقة معينة من الظواهر التي يصنف السلوك وفقاً لها، وغالباً ما يشمل النظام فئتين أو أكثر. ويفيد نظام الفئات في انه يمد القائمين بالملاحظة بإطار مرجعي موحد، كما يزيد من ملاحظة الجوانب الرئيسية في السلوك ملاحظة تتسم بالثبات.
ومن الأمثلة على ذلك ما قام به "بيلزbales" في دراسته لنظام التفاعل بالجماعة. فقد بدأ بإعداد أكثر من خمسين فئة من فئات السلوك الإنساني، وبعد أن قام بدراسته جعل يستبعد بعضاً منها إلى أن وصل على 12 فئة.
ويوصي "بيلز" القائمين بالملاحظة بأن يعملوا على انتقاء موضوع كامل من الموضوعات المعروضة للمناقشة ليقوموا بتحليله بحيث تبدأ الملاحظة من المرحلة التي تحاول فيها الجماعة التعرف على الموضوع ويسميها مرحلة طلب المعلومات وإعطائها، إلى مرحلة تحديد هذا الموضوع، إلى مرحلة اتخاذ قرار نهائي بشأنه. وكان "بيلز" يسجل الملاحظات على شريط صوتي متحرك ثم يقوم بعد ذلك بتقسيمه بطريقة تسهل له عملية التحليل.
6_ مقاييس التقدير rating scales:
تستخدم مقاييس التقدير في تسجيل المواقف الاجتماعية بطريقة كمية، فإذا أراد القائم بالملاحظة مثلاً أن يسجل درجة مساهمة كل عضو من أعضاء الجماعة في المناقشة العامة فإنه يستطيع أن يستخدم مقياساً للتقدير. وهذا المقياس يقسم إلى درجات أو رتب متدرجة من الصفر إلى أي درجة يحددها الباحث ولتكن 6 أو 10 بحيث يمثل الطرف الأول للمقياس الذي يبدأ من الصفر عدم المساهمة في المناقشة، ويمثل الطرف الآخر المساهمة الكاملة في المناقشة. اما بقية النقط فإنها تمثل درجات مختلفة من البعد الذي نلاحظه.
ويمكن وضع المقياس بهذه الصورة.
صفر 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يساهم مطلقاً يساهم مساهمة
في المناقشة كاملة
وعند إعداد مقاييس التقدير ينبغي إعداد دليل يرشد القائم بالملاحظة إلى الطريق السليم لتقدير العوامل المختلفة تقديراً صحيحاً.
ومما هو جدير بالذكر أن النتائج التي نصل إليها باستخدام مقاييس التقدير لا تكون بنفس عمق النتائج التي نحصل عليها باستخدام نظام الفئات، إلا أن القائم بالملاحظة قد يلجأ إلى هذه المقاييس إذا كان الوقت ضيقاً، وإذا كانت إمكانيات البحث محدودة.
7_ المقاييس السوسيومترية:
المقاييس السوسيومترية وسيلة توضح في بساطة وبمساعدة الرسم التكوين الكامل للعلاقات الكائنة في وقت محدود بين أفراد جماعة خاصة.
وقد اقترح "مورينو Moreno" في سنة 1937 هذه الوسيلة في قياس العلاقات الاجتماعية ولتقدير مدى الجذب والتنافر داخل جماعة معينة وسنشير فيما بعد إلى هذه الطريقة بشيء من التفصيل.
وفي النهاية نود ان نشير إلى أن من الضروري أن تكون موضوعات الملاحظة المنظمة محددة تحديداً دقيقاً، وأن تجري في نظام وترتيب، وأن تكون بعيدة عن التحيز، وأن تسجل أثناء القيام بها مع الاستعانة بالمقاييس التي تعين على ثبات وصدق النتائج. كما ينبغي على الباحث أن يكون يقظاً سليم العقل والحواس، قادراً على فهم الموقف الاجتماعي، ومقدراً الظروف التي تحيط به تقديراً سليماً، كما ينبغي ألا يلجأ إلى التعميم من ملاحظاته واحدة أو يضع ملاحظات في موقف خاص على مختلف المواقف الاجتماعية.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق